دور التوجيه و الإرشاد النفسي في المؤسسة التربوية
(بحث)
الـفهـرس
مقدمة :
1 إشكالية البحث
2 تساؤلات الدراسة
3 أهمية الدراسة و أسباب الاختيار
4 أهداف الدراسة
5 تحديد المفاهيم 1 التوجيه
2 الإرشاد النفسي
3 المرشد والمسترشد
الفصل 2 :
قراءة تحليلية في مفهوم التوجيه و الإرشاد النفسي
1 نشأته
2 أهميته
3 أهدافه
4 نظرياته
5 أسسه
6 مجالاته
7 علاقة التوجيه و الإرشاد بالعلوم الأخرى
الفصل 3 :
مناهج و استراتيجيات التوجيه و الإرشاد النفسي
1 المنهج الإيمائي
2 المنهج الوقائي
3 المنهج العلاجي
الفصل 4 :
دور برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي
1 الحاجة إلى برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي
2 الأسس .
3 خدماته .
4 تنفيذه .
5 تقييمه .
المصادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
الفصل الأول
المقدمة
إن عملية التوجيه من الخدمات المدرسية التي تهدف إلى مساعدة و تنمية استعدادات الفرد عن طريق مساعدة الناشئين على حل مشاكلهم و بذلك تشمل جميع الخدمات التي تقدم إلى الطلاب في إطار برنامج متكامل يتسم بالاتساع و الشمولية حيث تتضمن عملية التوجيه الإرشاد الذي يعتبر هو الآخر الجانب الإجرائي العملي المتخصص باعتباره العملية التفاعلية التي تنشأ عن علاقات مهنية بناءة يتقاسم أمورها كل من المرشد (المتخصص) و المسترشد (الطالب )يقوم فيه المرشد من خلال تلك العملية لمساعدة الطالب على فهم ذاته و معرفة قدراته و إمكانياته و التبصر بمشكلاته و مواجهتها و تنمية سلوكه الإيجابي و تحقيق توافقه الذاتي و البيئي للوصول إلى درجة مناسبة من الصحة النفسية في ضوء الفنيات و المهارات المتخصصة للعملية الإرشادية و ترجع بداية و ترجع بداية ظهور العملية الإرشادية إلى مائة عام خلت و هو قديم قدم العلاقات الإنسانية و لكي يتم تقديم خدمات التوجيه و الإرشاد النفسي في صورة أفضل سواء في المدرسة أو في المؤسسة التربوية و العمل على اكتشاف المواهب و قدرات و ميول الطلاب المتفوقين أو غير المتوقفين على حد سواء و العمل على توخيه و استثمار تلك المواهب و القدرات و الميول فيما يعود بالنفع على الطالب خاصة و للمجتمع بشكل عام و توعيتهم بنظام المدرسة و مساعدتهم قدر المستطاع للاستفادة القصوى من برامج التربية و التعليم المتاحة لهم و إرشادهم إلى أفضل الطرق للدراسة و المذاكرة و بالتالي فلابد أن يكون في إطار و في شكل برنامج منظم و مخطط يناسب المكان الذي يقدم فيه و يكون الاهتمام مركزا على برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي باعتبار أن المؤسسة التربوية من أهم مراكز التوجيه و الإرشاد في معظم
دول العالم .
تحــديد مشكلة البحث
السؤال أو الأسئلة الذي يمكن أن ننطلق منها في هذا الموضوع هي ؟
* كيف تتم عملية توجيه و إرشاد الطالب ؟
* و على ماذا يتم الاعتماد في هذه العملية التربوية ؟
* و هل هو موجود بالقدر الكافي في مؤسساتنا التربوية ؟
* أم أن هناك بعض الجهود التي تبذل فقط ؟
* كيف تتم عملية مساعدة التلاميذ على حل مشاكلهم النفسية ؟
* هل عملية تقديم الخدمات تكون فقط في الحالات الحرجة و من طرف من؟
التساؤلات الدراسية
التساؤل الذي يطرح
* ما هو دور التوجيه و الإرشاد النفسي في المؤسسة التربوية و يتفرع من هذا السؤال تساؤلات فرعية تتمثل فيما يلي :
- ما هو دور مستشار التوجيه في المؤسسة التربوية
- ما هو البرنامج المتبع في عملية التوجيه و الإرشاد النفسي
- هل يجب مراعاة رغبات الطلاب في توجيههم و إرشادهم
- هل تنظم لقاءات إعلامية للتعريف بدور مستشار التوجيه
أهمية الدراسة و أسباب الاختيار
المجال المدرسي من بين أهم المجالات بصفة مستمرة للعديد من العوامل و لعلى من أبرزها الدور المنوط بالتوجيه و الإرشاد النفسي في المؤسسة التربوية و المتعلق بتمكينها من أداء دورها و وظائفها التعليمية التربوية من خلال الإسهام الجاد في عمليات التنشئة و إكساب الطلاب اتجاهات و قيم اجتماعية مقبولة يعينهم على تحمل مسؤوليات و الاضطلاع بمسؤوليات مجتمعهم في القريب الأجل حيث يقوم المرشد بمساعدة الطلاب أن يفهم ذاته و يعرف قدراته و التغلب على ما يواجه من صعوبات ليصل إلى تحقيق التوافق النفسي و التربوي و الاجتماعي و المهني لبناء شخصية سوية في إطار التعاليم الإسلامية .
قلة البحوث التي تناولت موضوع التوجيه و الإرشاد النفسي في المؤسسة التربوية نظرا للأمة المتعددة الجوانب التي يعيشها المجتمع الجزائري في مختلف القطاعات و التي يعتبر النظام التربوي أو التعلمي جزء منها مهما كان له لأثر البالغ على حياة الطلاب و المجتمع بصفة عامة
النظر إلى التلميذ كوحدة إنسانية متكاملة يحتاج إلى التعلم و التوجيه و المساواة و المساعدة الاجتماعية و أن له رغباته و ميوله و مشاكله و ديناميكيته و أن لديه القدرة على التفكير و التعبير كما أن له ذاتيته و إمكانياته الفردية حيث تتركز عمليات التوجيه و الإرشاد النفسي على مساعدة الطالب في تكوين الإحساس بالمنافسة و الاستعداد للتعلم المستمر
وما يزيدنا اهتماما بهذه المشكلة هو واقع التوجيه و الإرشاد في المؤسسة التربوية بصفة عامة و في الجزائر بصفة خاصة و ما يتعلق بالجانب التربوي المدرسي فنحاول من خلال هذه الدراسة معرفة مدى اهتمام المشرفين القائمين على هذه العملية داخل المؤسسة التعليمية و لكي تقدم بصورة حية للمجتمع المدرسي مع التركيز على دور عمليات التوجيه و الإرشاد النفسي في مساعدة الطالب لكي يفهم ذاته و يعرف قدراته و ينمي إمكانياته و حل مشكلاته ليصل بعد ذلك إلى تحقيق توافقه النفسي و الاجتماعي و التربوي و المهني .
أهداف الدراسة
أولا : الهدف العلمي :
هو محاولة التعرف على الخدمات التي تقدم في بعض المدارس و المؤسسات التربوية و كيف هو واقع المدرسة الجزائرية و ما يحتاجه طلبة المدرسة الثانوية لأنهم يمرون بمرحلة مراهقة و ما قد يواجههم من مشكلات أخلاقية و الانفعالية و أسرية و المدرسية و المهنية في تحقيق مطالب النمو و إشباع حاجاتهم النفسية و الاجتماعية و تحقيق التوافق و النجاح الدراسي و منها الحاجة إلى التوجيه و الإرشاد و هذا حق لهم و مساعدتهم في اختيار التخصصات حسب استعداداتهم و قدراتهم و ميولهم.
ثانيا: الهدف العملي :
إيمانا منا بأهمية دور التوجيه و الإرشاد النفسي في المؤسسة التربوية فإن هذا الجانب من الخدمات يسعى إلى توعية و تنجيد الطلاب و وقايتهم من الوقوع في بعض المشكلات سواء كانت صحية أو نفسية أو اجتماعية و التي يرتقب على بعض الممارسات السلبية و العمل على إزالة أسبابها و تدريب الطالب و تنمية قناعته الذاتية و الحفاظ على مقاومته الدينية و الخلقية و الشخصية .
تحديد المفاهيم
يعرف التوجيه و الإرشاد بأنه عملية مخططته و منظمة تهدف إلى مساعدة الطالب لكي يفهم ذاته و يعرف قدراته و ينمي إمكاناته و يحل مشكلاته ليصل إلى تحقيق توافقه النفسي و الاجتماعي و التربوي و المهني و إلى تحقيق أهدافه في إطار تعاليم الدين الإسلامي . و يعد كل من التوجيه و الإرشاد وجهان لعملة واحدة و كل منهما يكمل الآخر
تعريف التوجيه و الإرشاد
1تعريف التوجيه :
هو عبارة عن مجموعة من الخدمات المخططة التي تتسم بالاتساع و التسوية و تتضمن داخلها عملية الإرشاد ، و يركز التوجيه على إمداد الطالب بالمعلومات المنوعة و المناسبة و تنمية شعوره بالمسؤولية بما يساعده على فهم ذاته و التعرف على قدراته و إمكانياته و مواجهة مشكلاته و إتخاذ قراراته و تقديم خدمات التوجيه للطلاب بعدة أساليب كالندوات و المحاضرات و اللقاءات و النشرات و الصحف و اللوحات و الأفلام و الإذاعة المدرسية .
2تعريف الإرشاد النفسي:
فهو إذن الجانب الإجرائي العملي المتخصص في مجال التوجيه و إرشاد و هو العملية التفاعلية التي تنشأ عن علاقات مهنية بناءة مرشد (متخصص) و مسترشد (طالب) يقوم فيه المعلم من خلال تلك العملية لمساعدة الطالب على فهم ذاته و معرفة قدراته و إمكانياته و تبصر لمشكلاته و مواجهتها و تنمية سلوكه الإيجابي و تحقيق توافقه الذاتي و البيئي للوصول إلى درجة مناسبة من الصحة النفسية في ضوء الفنيات و المهارات المتخصصة للعملية الإرشادية .
3تعريف المرشد والمسترشد
أ/المرشد " مستشار التوجيه "
هو الشخص المؤهل علميا لتقديم المساعدة المتخصصة للأفراد و المجمعات الذين يواجهون بعض الصعوبات و المشكلات النفسية و الاجتماعية .
و يعد تخصص التوجيه و الإرشاد النفسي مطلبا رئيسيا في وقتنا الحاضر نضرا لما تمر به المجتمعات العربية من تغيرات اجتماعية و اقتصادية و ثقافية مختلفة أدت إلى ظهور بعض المشكلات النفسية و الاجتماعية مما يدعو لوجود متخصص يساعد الأفراد الذين يواجهون مثل هذه المشكلات في التعامل مع مشكلاتهم و تجاوزها بما يمتلكه من معرفة و خبرة و مهارة و خصائص شخصية تؤهله للقيام بهذا الدور . و أن كل العاملين في مجال مهن المساعدة الإنسانية بما فيهم (المرشد ) يعملون على مساعدة مستر شديهم للتعبير عن مساعدهم المرتبطة بموقف أو مشكلة معينة و توضيحها لهم يعملون أيضا من خلال البحث عن الموارد الضرورية لمقابلة حاجات مستر شديهم و استخدامها و تحسينها .
ب/المسترشد الطالب
هو إنسان يملك كل ما يحمله الكائن الإنساني من سمات عامة مشتركة و له في الوقت نفسه سماته الفردية الخاصة و المسترشد لا يمثل فئة خاصة أو نمطا معيننا أو وظيفة مميزة يمكن تحديد ملامح مميزة لها ، بل هو إنساني عادي له دوره و مكانته الاجتماعية و له خصائصه الشخصية و العقلية و النفسية كسائر الناس و أن التعامل السليم مع المسترشد يتطلب من المرشد الاهتمام بالاعتبارات التالية و المرتبطة بشخصية المسترشد و هي :
1- إن سلوك المسترشد دافعا معنويا .
2- ارتباط مشكلة الفرد بالنمط العام للشخصية .
3- شخصيات الأفراد محكمها دائما معطيات الوراثة و ضروف البيئة .
4- شخصية المسترشد و مشكلته مرتبطة دائما بدوره الاجتماعي و بالنمط الثقافي الذي يعيش فيه .
5- المسترشد في أي لحظة يعيش حاضرا و يفكر في المستقبل .
6- الفرد يعاني إلى جانب المشكلة الأساسية مشكلة تحوله إلى المسترشد .
1- الدكتور بن عبد الله أبو عباة – أستاذ عبد المجيد بن طاشي نيازي مكتب العبيكان طبعة 1 -2001 صفحة 70-71
كتاب : الإرشاد النفسي و الاجتماعي .
الفصل الثاني
قراءة تحليلية في مفهوم والتوجيه الإرشاد النفسي
1 نشأة التوجيه و الإرشاد النفسي
التوجيه و الإرشاد بمعناه الواسع قديم قدم العلاقات الإنسانية فمن طبيعة الإنسان أن يحكي مشكلاته الشخصية لأقاربه و أصدقاءه و معارفه فيلقى مشاركة وجدانية و إقتراح حلول لهذه المشكلات معنى هذا أن الإرشاد كان موجودا و يمارس منذ القدم و لكن بدون مصطلح و الإطار العلمي و ترجع بداية ظهوره إلى مائة عام خلت و كان ظهوره بألمانيا من طرف العالم الألماني لهلم فونت 1879 ثم توسع ليشمل مجالات مختلفة بحيث بعد ذلك ظهر التوجيه التربوي بداية القرن 19 و أواخر القرن 20 لما ظهرت مشكلة التخلف المدرسي و القلي لدى التلاميذ ثم بدأت حركة التوحيد المهني على يد فرانك بارسون Barsonsالذي أسس سنة 1908 ثم بعدها تطور المفاهيم و النظريات في الصحة النفسية و الطب النفسي و تطورت النظريات و طرق العلاج و في العقد الخامس ظهر الإرشاد غير المباشر و العلاج النفسي الممركز حول العميل على يد كارل روجرز بعد الحرب العالمية الأولى تطور الاهتمام بالاختبارات و المقاييس النفسية و هكذا ساعدت حركة القياس النفسي في تطوير وسائل الإرشاد النفسي و أثناءها أيضا ابتكرت طرق علاجية أخرى ثم بعدها تطور التوجيه و الإرشاد من خلال ماضيه إلى حاضر و أكثر نموا و أصبح في الوقت الحاضر ملئ السمع و البصر و أصبح الإرشاد النفسي مهنة له مكانة في كثير من المدارس و المصانع و غير ذلك من المؤسسات الاجتماعية و دخل البيوت و أصبحنا نسمع عن أخصائي اجتماعي مثل المرشد النفسي و أصبحنا نسمع أيضا عن تخصصات فرعية للإرشاد النفسي مثل المرشد المدرسي و المرشد العلاجي و أصبح العمل في الإرشاد النفسي عمل فريق متكامل و في الوقت الحاضر تعددت وسائل الإرشاد النفسي و اشتملت على وسائل جديدة متطورة و هكذا لم تعد خدمات الإرشاد قاصرة و تعددت طرق الإرشاد النفسي بحيث يعتبر مجال الإرشاد التربوي في الوقت الحاضر من أهم مجالات التوجيه و الإرشاد و أصبح خدمة مندمجة متكاملة مع البرنامج التربوي العام و دخل الوالدان كعنصر فعال و ضروري لإنجاح تنفيذ برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي و أصبح الإرشاد النفسي خدمات ذات برنامج مخطط و منظم بعد أن كان مجرد خدمات محدودة و أصبح ممركز حول العميل أكثر من ممركز حول المشكلات و أخذ مكانته اللئق في كافة المؤسسات و كثرت مراكز و عبادات الإرشاد النفسي و بتالي أصبحت متخصصة و تزايد الإهتمام في الوقت الحاضر بالبحوث و الدراسات العملية في ميدان التوجيه و الإرشاد النفسي .
2 أهمية التوجيه و الإرشاد النفسي
لقد كان التوجيه و الإرشاد النفسي فيما مضى موجودا و يمارس دون أن يأخذ الإسم العلمي أو الإطار العلمي و دون أن يشمله برنامج منظم و لكنه تطور و أصبح الآن له أهميته بحيث يقوم به أخصائيون متخصصون علميا و فنيا و أصبحت الحاجة الماسة إلى التوجيه و الإرشاد في أسرنا و في مؤسساتنا الإنتاجية و في مجتمعاتنا بصفة عامة و لهذه الأسباب كلما ازدادت أهمية و اتسعت و اقتصرت على ما يلي :
1- أن الحياة العصرية جلبت معها كثيرا من أسباب الأشغال و القلق و الاضطراب بسبب مشاكل العصر و الضغوط الحياتية مما يستدعي الاهتمام بعمليات التوافق الناجحة .
2- اتجاه مذاهب الصحة النفسية إلى الاهتمام بالفرد و التركيز على منع حدوث الاضطرابات بدلا من انتظار وقوعه كي يبدأ العلاج .
3- أن مسائل الوقاية أصبحت تحظى باهتمام أكبر الآن عن ذي قبل بسبب زيادة الوعي و انتشار المعارف ، و الرغبة في تجنب حدوث المشاكل .
4- إدراك الإنسان لأهمية إقامة علاقات إنسانية جيدة مع غيره و اهتمامه بزيادة فعالية و تحسين وسائل اتصاله مع الآخرين عن طريق التدريب1 .
-ولهذه الأسباب كلها فقد ازدادت أهمية التوجيه و الإرشاد النفسي و اتسعت أهدافه فأصبحت تهتم بالإنسان في حالات اضطرابه فتقدم له الإرشاد و العلاج و في حالات صحته فتهتم بطرق و أساليب ووقايته أولا ثم تحسين و تطوير ما لديه من قدرات حتى يستطيع مواكبة التغيرات المستمرة و الضغوط الدائمة و مقابلة ظروف الحياة الغير متوقعة .
1- الدكتور محمد رهطان القذافي . التوجيه و الإرشاد النفسي المكتب الجامعي الم
3 أهداف التوجيه و الإرشاد
أ- تحقيق الذات : Self - actualisation
لا شك أن الهدف الرئيسي للتوجيه و الإرشاد هم العمل مع الفرد لتحقيق الذات و العمل مع
الفرد يقصد به العمل معه حسب حالته سواء كان عاديا أو ضعيف العقل أو متأخرا دراسيا أو متفوقا أو جانحا ، و مساعدته في تحقيق ذاته إلى درجة يستطيع فيها أن ينظر إلى نفسه فيرضى عما ينظر إليه .
*و يقول كارل روجرز إن الفرد لديه دافع أساسي يوجه سلوكه و هو دافع تحقيق الذات و نتيجة لوجود هذا الدافع فإن الفرد لديه استعداد دائم التنمية فهم ذاته . و يتضمن ذلك "لتنمية بصيرة العميل و يركز الإرشاد النفسي غير المباشر أو الممركز حول الذات على تحقيق الذات إلى أقصى درجة ممكنة و ليس بطريقة الكل أو لا شيء .
* كذلك يهدف الإرشاد النفسي إلى نمو مفهوم موجب للذات . و الذات هي كينونة الفرد و حجر الزاوية في شخصيته و مفهوم الذات الموجب
-concept Selfpositive يعتبر تطابق مفهوم الذات الواقعي (أي المفهوم المدرك للذات الواقعية كما يعبر عنه الشخص) و مفهوم الذات الواقعي و مفهوم الذات المثالي .
* و هناك هدف بعيد المدى للتوجيه و الإرشاد و هو " توجيه الذات
" Self – guidanceأي تحقيق قدرة الفرد على توجيه حياته بنفسه بذكاء و بصيرة و كفاية في حدود المعايير الإجتماعية و تحديد أهداف للحياة و فلسفة واقعية لتحقيق هذه الأهداف
ب- تحقيق التوافق Adjustment
من أهم أهداف التوجيه و الإرشاد النفسي تحقيق التوافق أي تناول السلوك و لبيئة الطبيعية و الاجتماعية بالتعبير و التعديل حتى يحدث توازن بين الفرد و بيئته ، و هذا التوازن يتضمن اتساع حاجات الفرد و مقابلة متطلبات البيئة و يجب النظر إلى التوافق النفسي نظرة متكاملة بحيث يتحقق التوافق المتوازن في كافة مجالاته
ج- الصحة النفسية
إن الهدف العام الشامل للتوجيه و الإرشاد النفسي هو تحقيق الصحة النفسية و سعادة و هناء الفرد و يلاحظ هنا فصل تحقيق الصحة النفسية كهدف عن تحقيق التوافق كهدف يرجع ذلك إلى أن الصحة النفسية و التوافق النفسي ليسا مترادفين – فالفرد قد يكون متوافقا مع بعض الظروف و في بعض الموافق و لكنه قد يكون صحيحا نفسيا لأنه قد يساير البيئة خارجيا و لكنه يرفضها داخليا .
و يرتبط تحقيق الصحة النفسية كهدف حل مشكلات العمل أي مساعدته في حل مشكلاته بنفسه و يتضمن ذلك التعرف على أسباب المشكلات و أعراضها و إزالة الأعراض
د- تحسين العملية التربوية :
إن أكبر المؤسسات التي يعمل فيها التوجيه و الإرشاد هي المدرسة . ومن أكبر مجالاته مجال التربية . و تحتاج العملية التربوية إلى تحسين قائم على تحقيق جو نفسي صحي له مكونات منها احترام التلميذ كفرد في حد ذاته و كعضو في جماعة الفصل و المدرسة و المجتمع و تحقيق الحرية و الأمن و الارتياح بما يتيح فرصة نمو شخصية من كافة جوانبها و يحقق تسهيل عملية التعليم .
4 نظريات التوجيه و الإرشاد النفسي
أولا : نظرية السمات
تقول هذه النظرية أن لكل فرد سمات شخصية ثابة يمكن أن تلاحظ فيه كما يمكن أن نفرق بين شخص و آخر أو أن نميز بين الأشخاص بعضهم و البعض الآخر على أساس من هذه السمات . و الفكرة البارزة هنا هي محاولة تفسير السلوك الظاهري عن طريق إفتراض وجود إستعدادات معينة عند الكائن الحي و تقسم الصفات بصفة عامة على نحو التالي .
1- سمات مشتركة : يتسم بها الأفراد جميعا .
2- سمات فريدة : لا تتوفر إلا لدى فرد معين و لا توجد على نفس الصورة عند الآخرين .
3- سمات سطحية : و هي السمات الواضحة الظاهرة .
4- سمات مصدرية : و هي السمات الكامنة التي تعتبر أساس السمات السطحية .
5- سمات مكتسبة : تنتج من قبل العوامل البيئية و هي سمات متعلمة .
6- سمات وراثية : و هي سمات تكوينية تنتج عن العوامل الوراثية .
7- سمات دينامية : و هي تهيئ الفرد و تدفعه نحو الهدف .
8- سمات القدرة : تتعلق بمدى قدرة الفرد على تحقيق الأهداف .
ثانيا نظرية التحليل النفسي
يفترض فريد مؤسس مدرسة التحليل النفسي أن الجهاز النفسي يتكون من " الهو " و "الأنا"
و " الأنا الأعلى " ، فالهو عبارة عن منبع الطاقة الحيوية و مستودع الغرائز و التي تسعى إلى إشباعها في أية صورة و بأي ثمن و هو الصورة البدائية للإنسان قبل أن يتناولها المجتمع بالتهذيب و " الأنا الأعلى" فهو مستودع المثاليات و الأخلاقيات و الضمير و المعايير الإجتماعية و القيم الدينية و يعتبر بمثابة سلطة داخلية أو رقيب نفسي أما " الأنا" فهو مركز الشعور و الإدراك الحسي الخارجي و الداخلي و العمليات العقلية و المشرف على الحركة و الإدارة و المتكفل بالدفاع عن الشخصية و توافقها و حل الصراع بين مطالب " الهوا" و
" الأنا الأعلى " و بين الواقع .
ثالثا نظرية المجــال
و الفكرة الأساسية هي أن إدراك موضوع ما يحدده المجال الإدراكي الكلي الذي يوجد فيه و أن الكل ليس مجرد مجموع الأجزاء و أن الجزء يتحدد بطبيعة الكل و أن الأجزاء تتكامل في حدوث كلية . وهي تتفق مع نظرية الجشطالت بمفهوم أن الإدراك الكل سابق على إدراك الجزء .
رابعا النظرية السلوكية :
يطلق على النظرية السلوكية اسم نظرية المشيد و الاستجابة " و يعرف كذلك باسم " نظرية التعلم و الاهتمام الرئيسي للنظرية السلوكية هو السلوك كيف يتعلم و كيف يتغير و هذا في نفس الوقت اهتمام رئيسي في عملية الإرشاد و التي تتضمن عملية تعلم و محو تعلم و إعادة
تعلم و التعلم هو محور لنظريات التعلم التي تدور حولها النظريات السلوكية و المفاهيم الأساسية للنظرية السلوكية .
1- معظم سلوك الإنسان متعلم .
2- المثير و الاستجابة : أن لكل سلوك له مثير و إذا كانت العلاقة بين المثير و الاستجابة سليمة كان السلوك سويا .
3- الشخصية : هي تلك الأساليب السلوكية المتعلمة و الثابتة نسبيا .
4- الدافع : و هو طاقة كامنة قوية بدرجة كافية تحرك الفرد نحو السلوك و الدافع إما وراثي أو مكتسب .
5- التعزيز : التدعيم عن طريق الإثابة .
6- الانطفاء : و هو ضعف السلوك المتعلم و خموده إذا لم يمارس و يعزز .
7- العادة : و هي رابطة وثيقة بين المثير و الاستجابة .
8- التعميم : إذا تعلم الفرد استجابة و تكرر الموقف فإن الفرد يعمم الاستجابة على استجابات أخرى مشابهة 2 .
9- التعلم و إعادة التعلم : التعلم هو تغير السلوك نتيجة الخبرة و الممارسة و إعادة التعلم تحدث بعد الانطفاء يتعلم سلوك جديد .
2- الدكتور حامد عبد السلام زهران التوجيه و الإرشاد النفسي عالم الكتب ط2 1980 لصفحة 90
خامسا : نظرية الذات :
يتضمن التوجيه و الإرشاد النفسي دراسة الذات و مفهوم الذات و الذات هي جوهر الشخصية و مفهوم الذات هي حجر الزاوية و هو الذي ينظم السلوك هي أن الفرد قد يكون متوافقا مع بعض الظروف و في بعض المواقف و لكنه قد لا يكون صحيحا تفسيا لأنه قد يساير البيئة خارجيا ولكنه يرفضها داخليا و يرتبط بتحقيق الصحة النفسية كهدف حل مشكلات العميل أي مساعدته في حل مشكلاته بنفسه و يتضمن ذلك التعرف على أسباب المشكلات و أعراض و إزالة الأسباب و إزالة الأعراض .1
1- الدكتور حامد عبد السلام زهران المرجع السابق نفسه الصفحة 73
5 أسس التوجيه و الإرشاد النفسي
ا/- الأسس و المسلمات و المبادئ
يقوم التوجيه و الإرشاد النفسي على أسس عامة و يلاحظ أن أسس التوجيه الإرشاد النفسي معقدة و بسيطة و لكن كونها معقدة لا يعني أنها مختلطة أو مشوشة و الهدف من دراسة أسس التوجيه و الإرشاد النفسي هو وضع الأساس الذي يبني عليه باقي الموضوعات التوجيه و الإرشاد النفسي .
ب/الأسس العامــة
* ثبات السلوك الإنسان نسبيا و إمكان التنبؤية : السلوك هو أي نشاط حيوي هادف (جسمي أو عقلي أو اجتماعي و انفعالي ) يصدر من الكائن الحي نتيجة لعلاقة دينامية و تفاعل بينه و بين البيئة المحيطية به و السلوك عبارة عن استجابة أو استجابات لمغيرات معينة ، و يجب التفرقة بين السلوك على أنه استجابة كلية و بين النشاط الفسيولوجي كاستجابات جزئية و السلوك خاصية أولية من خصائص الإنسان يتدرج من البساطة إلى التعقيد ، و نبسط أنواع السلوك هو السلوك الانعكاسي و من أعقد أنماطه السلوك الاجتماعي و السلوك الإنساني في جملته مكتسب متعلم من خلال عملية التنشئة الاجتماعية و التربية و التعليم ، و هو يكسب صفة الثبات النسبي و التشابه بين الماضي و الحاضر و المستقبل .
ج/مرونة السلوك الإنساني :
السلوك الإنساني رغم ثباته النسبي فإنه مرن قابل للتعديل و التغيير ، و الثبات النسبي للسلوك الإنساني لا يعني جموده 1
السلوك الإنساني فردي – جماعي :
إن السلوك الإنساني فردي أو جماعي مهما بدا فرديا بحتا و اجتماعيا خالصا . فالسلوك الإنسان و هو وحده يبدوا فيه تأثير الجماعة ، و سلوكه و هو مع الجماعة تبدو فيه آثار شخصيته و فرديته و نحن نعرف أن الشخصية هي جملة السمات الجسمية و العقلية و الاجتماعية و الانفعالية التي تميز الشخص عن غيره .
د/استعداد الفرد للتوجيه و الإرشاد :
إن الفرد لديه استعداد للتوجيه و الإرشاد مبني على وجود حاجة أساسية لديه لتوجيه و الإرشاد و كل منا حين يلتوي عليه أمرا و تعترضه مشكلة يلجأ إلى الآخرين طلبا للإستشارة و التوجيه و الإرشاد .
1- دكتور حامد عبد السلام زهران التوجيه و الإرشاد النفسي – عالم الكت ط2 1980 . الأسكندرية
ه/الأسس الفلسفية
طبيعة الإنسان :
إن مفهوم طبيعة الإنسان لدى المرشد تعتبر أحد الأسس الفلسفية التي يقوم عليها عمله لأنه يرى نفسه و يرى العميل في ضوء هذا المفهوم ، و هكذا نرى أن عمليه الإرشاد النفسي يجب أن تقوم على أساس فهم كامل لطبيعة الإنسان و ذلك أنها عملية فنية معقدة عميقة عمق الطبيعة البشرية نفسها 1 .
أخلاقيات الإرشاد النفسي :
يركز الفلاسفة مثل سارتر Sartre على أهمية الأخلاق و يقول إن الفرد يجب أن يكون سلوكه حسنا صحيحا يؤدي إلى ما يحقق حريته و أمنه و حرية و أمن الآخرين و هناك أسس فلسفية أخرى منها .
الكينونة و الصبرورة ، الجماليات ، المنطق .
و/الأسس النفسية و التربوية
الفروق الفردية : إن الفروق الفردية مبدأ و قانون عام أساسي في علم النفس يهتم بدراسة علم النفس الفارق و علم النفس الفردي بحيث أن التوجيه و الإرشاد حق لكل فرد و بتالي ينصح الفروق الفردية ذات أهمية كبرى ، و الأفراد يختلفون كما و كيفا و على نطاق واسع شامل يظهر في كافة مظاهر الشخصية جسميا و عقليا و اجتماعيا و انفعاليا و ليس هناك معادلات معروفة تنطق على كل الأفراد .
الفروق بين الجنسين :
لقد خلق الله سبحانه و تعالى الجنسين و بينهما فروق فسيولوجية و جسمية و اجتماعية و عقلية و انفعالية ، و تلعب التنشئة الاجتماعية دورا هاما في إبراز الفروق بين الجنسين في الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها أفراد كل من الجنسين .
مطالب النمو : يتطلب النمو النفسي السوي للفرد في كل مرحلة من مراحل نموه عدة أشياء و هذه الأشياء يجب أن يتعلمها الفرد لكي يصبح سعيدا و ناجحا في حياته و توضح مطالب النمو المستويات الضرورية التي تحدد كل خطوات نمو الفرد و يؤدي تحقيق مطالب النمو إلى سعادة الفرد و بتالي يسهل تحقيق مطالب النمو الأخرى 2
1-الدكتور حامد عبد السلام زهران مرجع لسايف نفسه صفحة 60-61
2-الدكتور حامد عبد السلام زهران مرجع السابق نفسه صفحة 65-66
الأسس الاجتماعية
الاهتمام بالفرد كعضو في جماعة : إن الإنسان كائن اجتماعي و هو يعيش في جماعة ليست مجرد مجموعة من الأفراد و إنما هي كيان اجتماعي يؤثر في الفرد ، ويعيش في واقع اجتماعي له معايير و قيم . و نظرا لأهمية اعتبار الفرد كعضو في الجماعة له فيها أدوار اجتماعية و يقوم الإرشاد الجماعي على أساس ديناميات الجماعة 1
الاستفادة من كل مصادر المجتمع :
إن المسؤولين عن برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي يستفيدون من المساعدات الممكنة و من سائر المؤسسات الاجتماعية ، و من أهم المصادر و مؤسسات التأهيل المهني ، و مؤسسات رعاية المعوقين ، و تعتبر المدرسة أكثر المؤسسات الاجتماعية أهمية من حيث قدرتها على تقديم الخدمات .
الأسس العصبية و الفيسولوجية
النفس و الجسم : العميل إنسان له جسم يتكون من عدد من الأجهزة الحيوية مثل الجهاز العصبي و الجهاز الدوري و الجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي و جهاز الغدد و كل جهاز يتكون من أعضاء تتكون بدورها من أنسجة يتكون من خلايا لها خصائص معينة و تتخصص آداء و وظائف مختلفة ، و الإنسان يسلك في محيطه البيئي كوحدة نفسية جسمية
تأثر الحالة النفسية بالحالة الجسمية و العكس صحيح و هكذا يحتاج المرشد النفسي إلى دراسة و معرفة عصبية فسيولوجية حتى يتمكن من مساعدة عملائه .
الجهاز العصبي :
هو الجهاز الحيوي الرئيسي الذي يسيطر على أجهزة الجسم الأخرى برسائل عصبية و خاصة تنقل الإحساسات المختلفة (المثيرات)الداخلية و الخارجية و يستجيب لها في شكل تعليمات إلى أعضاء الجسم ، مما يؤدي إلى تكثيف نشاط الجسم و مواءمته لوظائفه المختلفة الإرادية و أللإرادية الضرورية للحياة بانتظام و تكامل و بفضل الجهاز العصبي يستطيع الجسم أن يتفاعل مع بيئته الداخلية و الخارجية 2
1-الدكتور حامد عبد السلام زهران المرجع السابق نفسه صفحة 80.
2-الدكتور حامد عبد السلام زهران المرجع السابق نفسه صفحة 81-82.
مجالات التوجيه و الإرشاد النفسي
تعتبر مجالات التوجيه و الإرشاد النفسي من بين مجالات المتكاملة و متتالية التي تقدم خدماتها للفرد في أن واحد و دون الفصل بينها .
أ-الإرشاد العلاجي :
هو عملية مساعدة العميل في اكتشاف و فهم و تحليل نفسه و العمل على المشكلات بما يحقق أفضل مستوى للتوافق و الصحة النفسية .
و يهدف الإرشاد العلاجي إلى دراسة شخصية العميل ككل حتى يمكن توجيه حياته بأفضل طريقة ممكنة و تحسين درجة توافقه النفسي إلى أفضل درجة ممكن و من الخصائص المميزة للإرشاد العلاجي أنه يؤكد ضرورة التخصص العلاجي للمرشد مع الإهتمام بتأهيله و تدريبه كلينكيا ، و يهتم الإرشاد العلاجي بإستخدام وسائل جمع المعلومات مثل الإختبارات و المقاييس و خاصة إختبارات و مقاييس التشخيص النفسي الكلينيكي حتى يستطيع المرشد المعالج أن يفهم العميل بدرجة أفضل و أن يحدد و يشخص المشكلة بدقة . و تتضمن عملية الإرشاد العلاجي التواصل إلى المشكلات الداخلية للعميل أي أنه يدخل إلى الحياة الشخصية للفرد .
الإرشاد التربوي :
هو عملية مساعدة الفرد في رسم الخطط التربوية التي تتلاءم مع قدراته و ميوله و أهدافه و أن يختار نوع الدراسة و المناهج المناسبة و المواد الدراسية التي تساعد في إكتشاف الإمكانيات التربوية و مساعدته في النجاح في برنامجه التربوي و المساعدة في تشخيص و علاج المشكلات التربوية بما يحقق توافقه التربوي بصفة عامة و تتكامل أهداف الإرشاد التربوي مع أهداف الإرشاد النفسي بصفة عامة و الهدف الرئيسي الخاص للإرشاد التربوي هو يحقق النجاح و تربويا و ذلك عن طريق معرفة التلاميذ و فهم سلوكهم و مساعدتهم في الإختيار السليم لنوع الدراسة و مناهجها و تحقيق الإستمرار في الدراسة و تحقيق النجاح فيها و حل ما قد يعترض ذلك من المشكلات و التطلع المستقبلي و لتخطيط للمستقبل التربوي للطلاب 1
1-الدكتور حامد عبد السلام زهران – التوجيه و الإرشاد النفسي عالم الكتب ط 2 1980 – القاهرة .
علاقة التوجيه و الإرشاد بالعلوم الأخرى
يعتبر مجال التوجيه و الإرشاد من بين المجالات المتصلة بكثير من العلوم و خاصة الإنسانية و ذلك بسبب اتصاله و ارتباطه بالإنسان و سبب أهميته البالغة في حياتنا الحاضرة من ناحية أخرى .
علاقته بعلم الصحة
يهتم علم الصحة النفسية بتحديد شروط الوقاية و السلامة من الاضطرابات ، و تحاشي الإصابة بالمشاكل النفسية كالقلق و الاكتئاب و غيرها من جهة نظرية ، لذلك فإن التوجيه و الإرشاد يعتبر الجانب العلمي لعلم الصحة النفسية . فعن طريق التوجيه و الإرشاد النفسي يمكن معالجة الاضطرابات و تحصين الجسم بعوامل الوقاية و المقاومة و تحسين مستوى التفاعل الحالي عن طريق الاستفادة من القدرات و الاستعدادات .
علاقته بعلم نفس عدم السوء
عادة ما يهتم علم النفس عدم السوء بوصف الاضطرابات و أسبابها و عوامل حدوثها و البيئة المشجعة على زيادة الاضطرابات أو تحاشيه غير أن هذا العلم كثيرا ما يقف عند حد تقديم معارف وصفية . ولذا فإن التوجيه و الإرشاد النفسي يبدأ حيث ينتهي علم النفس عدم السواء فيتناول المريض أو المضطرب بالتشخيص و العلاج و تدعيمه بشكل يؤدي إلى مقاومته لتلك الاضطرابات في حالة تعرضه لمواقف شبيهة بالمواقف التي حدث فيها الاضطراب .
1- د.رمضان محمد القذافي المكتب الجامعي الحديث ط1 .
كتاب التوجيه و الإرشاد النفسي 1996 الأسكندرية الصفحة 18-19
علاقته بعلم الأعصاب
يرتبط مجال التوجيه و الإرشاد النفسي ، بعلاقات كثيرة و متعددة بعلم الأعصاب . فعلم الطب النفسي العصبي يعتبر نتاجا مشتركا لعلم النفس و علم الأعصاب معا . وهذا من جهة و من جهة أخرى فإن علاقة المخ و الأعصاب بالسلوك و بخاصة الجهاز العصبي الطرفي المستقل يعتبر سببا كافيا لتأكد العلاقة بين المجالين . هذا فضلا عن أن أي طالب مقدم على اختيار مجال التوجيه و الإرشاد النفسي كمهنة لا بد له . خلال مرحلة إعداده من التعرف من خلال علم النفس الفسيولوجي و الإكلينيكي على أجهزة الجسم ووظائف كل جهاز و علاقته بالحالة المزاجية و الانفعالية للإنسان و سلوك الكف و الإثارة و الميكانيزمات الخاضعين لها .
علاقته بعلم القانون
لقد ارتبط علم القانون بالعلوم النفسية في أكثر من اتجاه . فعلم النفس الجنائي ، و الأسباب النفسية للجنوح أو الإجرام ، و الحالة الانفعالية أو العقلية للمجرم وقت وقوع الجريمة تعتبر جميعا من العوامل التي وطدت العلاقة بين علم القانون و مجال التوجيه و الإرشاد النفسي . هذا فضلا عن أن كلا المجالين يعملان على مقاومة عدم السوء ، و كلاهما يسعيان إلى إيجاد مجتمع سوي خال من أعراض الاضطرابات ، و كلاهما يطمحان إلى تعديل سلوك المنحرفين أو إعادة تشكيلة بما يضمن توافقهم مع الواقع الاجتماعي و عدم عودتهم إلى الانحراف
1- الدكتور محمد رمضان القذافي المرجع السابق نفسه صفحة 22-23
علاقته بعلم النفس العام
يعتبر علم النفس العام هو المقدمة التي لا غنى عنها لكل الدارسين و العاملين في المجالات النفسية . فالسلوك و الحاجات و الدوافع و الميول و الاتجاهات هي من الموضوعات التي يهتم بها علم النفس العام من جهة ، كما أنها تقع في قلب عملية التوجيه و الإرشاد النفسي من جهة أخرى ، فلا عجب أن ترى إصرار مؤسسات التعليم العالي و تدريب المرشدين النفسيين على ضرورة أن يكون الطالب المتقدم لهذا المجال قد درس عددا من الوحدات الدراسية في مجال علم النفس كشرط لقبوله للدراسة في هذا المجال .
علاقته بعلم الاجتماع
يعتبر علم الاجتماع من العلوم ذات الصلة القوية بالعلوم النفسية بالإضافة إلى ذلك نجد أن هناك اتجاها قويا في مجال التوجيه و الإرشاد النفسي يقوم على أسس اجتماعية تربط ما بين مظاهر اجتماعية و أساليب التنشئة و بين الاضطرابات العقلية و النفسية . فنظرية التحليل النفسي تشير إلى مشاركة العوامل الاجتماعية ، و كذلك نظرية التحليل النفسي الحديث ، كما تولي النظرية السلوكية عمليات التعليم الاجتماعي أهمية كبرى في تفسيرها الأسباب انحراف السلوك .
علاقته بعلم الإحصاء
لا يوجد مجال علمي اليوم لا يتصل بعلم الإحصاء من قريب أو بعيد فقد تولى علم الإحصاء بأساليبه و تقنياته تسهيل الأمر على كثير من العلوم بتقديمه المعلومات الضرورية و من ذلك مجال التوجيه و الإرشاد النفسي ، مما جعلنا نعرف احتمالات حدوث ظاهرة مرضية معينة و نسبية ذلك الحدوث و احتمالات الشفاء منها و غيرها ، كما يقدم لنا علم الإحصاء النسب التقريرية لحالات السوء ، و عدم السوء في المجتمع و يساهم في ترتيب نتائج البحوث و إبرازها في شكل نسب و أرقام و إحصائيات سهلة القراءة وواضحة المعالم .
1-الدكتور رمضان محمد القذافي . المرجع السابق نفسه صفحة 19-20
علاقته بعلم الأديان
نتيجة للتقدم الثقافي المعاصر و اكتشاف الإنسان لأثر الدين العميق في حياته إتجاه العلماء إلى فحصه العلاقة بين الدين و كثير من المجالات العلمية و من بينها مجال التوجيه و الإرشاد النفسي ، وقد اتضح من نتائج الدراسات و البحوث أن للدين تأثير كبير في علاج و شفاء العديد من الأمراض النفسية . و لا نذهب بعيدا إذا ما قلنا بأن أنصار أساليب الإرشاد و العلاج الموجه ربما إستهلموا أفكارهم من تأثير تعاليم الدين على النفوس ، فالإيمان يؤدي إلى تغيير الاتجاهات و إلى تعديل السلوك و إلى السيطرة على النفس بحيث يصبح السلوك شعورايا . و إذا ما تفحصنا أساليب الإرشاد و العلاج الموجه المتمثلة في التعليم و التدريب و الإقناع و الإيحاء لوجدنا أنها تختلف كثيرا عما يحدث في مجال الإرشاد و التوجيه الديني الذي يعتبر فرعا من فروع التوجيه و الإرشاد النفسي المعترف بها 1 .
علاقته بالعلوم الطبيعية
لا يستطيع أحد أن ينكر بأن الاضطرابات و الأمراض النفسية و القلية كانت و مازالت من اهتمامات الطب و العلوم الطبية و علوم الصيدلة ، و لئن تقدمت العلوم النفسية و أخذت مكانها في مجالات الإرشاد و العلاج إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود صلة بين المجالين ، فالأمراض و الاضطرابات النفس حسمية مازالت مجالا مشتركا بين الاتجاهين ، كما أن كلا من الطبيب و الأخصائي النفسي أو المرشد النفسي مازالوا يستعينون بخبرات بعضهم البعض في حالات الاستشارة و الحالة ، و مما تجب الإشارة إليه أنه في بعض الحالات يحتاج المرشد إلى استشارة الطبيب و بخاصة في حالة الشك في وجود سبب عضوي للاضطراب ، كما أن الطبيب يحتاج إلى استشارة المرشد النفسي عندما لا يجد سببا عضويا واضحا لاضطرابات العميل الجسمية .
1- الدكتور رمضان محمد القذافي المرجع السابق نفسه صفحة 21
الفصل3
مناهج و إستراتيجيات التوجيه و الإرشاد النفسي
هناك ثلاثة مناهج و استراتيجيات لتحقيق أهداف التوجيه و الإرشاد النفسي هي المنهج الإنمائي . و المنهج الوقائي . و المنهج العلاجي على أساس أن كلا منهما يسعى إلى تجنب الوقوع في المشكلات و الاضطرابات النفسية و ذلك عن طريق دعم النمو السوي للفرد 1.
المنهج الإنمائي :
و يطلق عليه المنهج الإنشائي أو التكويني و يحتوي على الإجراءات و العمليات الصحية التي تؤدي إلى النمو السليم لدى الأشخاص العاديين و الأسوياء و الارتقاء بأنماط سلوكهم المرغوبة خلال مراحل نموهم حتى يتحقق أعلى مستوى من النضج و الصحة النفسية و التوافق النفسي عن طريق نمو مفهوم موجب للذات و تقبلها . و تحديد أهداف سليمة للحياة ، و توجيه الدوافع و القدرات و الإمكانيات التوجيه السليم نفسيا و اجتماعيا و تربويا و مهنيا و رعاية مظاهر الشخصية الجسمية و العقلية و النفسية و الاجتماعية .
المنهج الوقائي :
يحتل المنهج الوقائي مكانا في التوجيه و الإرشاد النفسي و يطلق عليه التحصين النفسي ضد المشكلات و الاضطرابات و الأمراض النفسية ، و هو الطريقة التي يسلكها الشخص كي يتجنب الوقوع في مشكلة ما . و المنهج الوقائي ثلاث مستويات الوقاية الأولية . الوقاية الثانوية . الوقاية من درجه 1
المنهج العلاجي :
هناك بعض المشكلات و الاضطرابات قد يكون من الصعب التنبؤ بها و يتضمن مجموعة الخدمات التي تهدف إلى مساعدة الشخص لعلاج مشكلاته و العودة إلى حالة التوافق و الصحة النفسية ، و يهتم هذا المنهج باستخدام الأساليب و الطرق و النظريات العلمية المتخصصة في التعامل مع المشكلات من حيث تشخيصها و دراسة أسبابها ، و طرق علاجها ، و التي يقوم بها المتخصصون في مجال التوجيه و الإرشاد 2
1- الدكتور عبد السلام زهران ، التوجيه و الإرشاد النفسي ، عالم الكتب ط2 القاهرة 1980 صفحة 37
2- F:le ://D : التوجيه التوجيه % 20 و الإرشاد . htm
الحاجة إلى التوجيه و الإرشاد النفسي
التوجيه و الإرشاد حق لكل مواطن ، و هو بالتالي حق لكل طالب في مدارسنا و نحن نجد أنه حتى الآن لا يوجد برنامج التوجيه و الإرشاد في مدارسنا و كل ما يوجد في الوقت الحاضر عبارة عن بعض الجهود التي تبذل ، ولكن بطريقة ينقصها التنظيم و التخطيط و لذلك فإن الحاجة الملحة للبرنامج التوجيه و الإرشاد في المدرسة تتطلب ما يلي :
1- ضرورة إتباع المنهج الإنمائي و المنهج الوقائي و المنهج العلاجي في التوجيه و الإرشاد
2- أهمية العمل على جعل الطالب متوافقا سعيدا في مدرسته و في أسرته و في المجتمع الكبير و تقدم الخدمات اللازمة لتحقيق التوافق و الصحة النفسية .
3- وجوب تقديم خدمات رعاية النمو النفسي السوي في مرحلتي الطفولة و المراهقة حيث يؤدي ذلك إلى حياة متوافقة سعيدة في الرشد .
4- ضرورة التغلب على مشكلات النمو النفسي العادي لدى الطلاب .
5- أهمية حل المشكلات النفسية أولا بأول حيث لا تتفاقم و تزداد حدتها و تتطور ضرورة التغلب على المشكلات التربوية الخاصة .
6- ضرورة تقديم خدمات الإرشاد و أهمية الإرشاد الأسري و اتصال بالمؤسسة التربوية .
2- الدكتور حامد عبد السلام زهران – التوجيه و الإرشاد النفسي عالم الكتب ط 2 1980 – القاهرة .
الفصل 4 :
دوربرنامج التوجيه و الإرشاد النفسي
يعتبر برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي برنامج مخطط و منظم في ضوء أسس علمية لتقديم الخدمات الإرشادية المباشرة و غير المباشرة فرديا و جماعيا لجميع من تضمهم المؤسسة بهدف مساعدتهم في تحقيق النمو السوي و القيام بالاختيار الواعي المتعقل و لتحقيق التوافق النفسي داخل المؤسسة (المدرسة) و خارجها و يقوم بتخطيطه و تنفيذه و تقيمه لجنة و فريق من المسئولين المؤهلين .
1 الحاجة إلى برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي
التوجيه و الإرشاد حق لكل مواطن ، و هو بالتالي حق لكل طالب في مدارسنا و نحن نجد أنه حتى الآن لا يوجد برنامج التوجيه و الإرشاد في مدارسنا و كل ما يوجد في الوقت الحاضر عبارة عن بعض الجهود التي تبذل ، ولكن بطريقة ينقصها التنظيم و التخطيط و لذلك فإن الحاجة الملحة للبرنامج التوجيه و الإرشاد في المدرسة تتطلب ما يلي :
1- ضرورة إتباع المنهج الإنمائي و المنهج الوقائي و المنهج العلاجي في التوجيه و الإرشاد
2- أهمية العمل على جعل الطالب متوافقا سعيدا في مدرسته و في أسرته و في المجتمع الكبير و تقدم الخدمات اللازمة لتحقيق التوافق و الصحة النفسية .
3- وجوب تقديم خدمات رعاية النمو النفسي السوي في مرحلتي الطفولة و المراهقة حيث يؤدي ذلك إلى حياة متوافقة سعيدة في الرشد .
4- ضرورة التغلب على مشكلات النمو النفسي العادي لدى الطلاب .
5- أهمية حل المشكلات النفسية أولا بأول حيث لا تتفاقم و تزداد حدتها و تتطور ضرورة التغلب على المشكلات التربوية الخاصة .
6- ضرورة تقديم خدمات الإرشاد و أهمية الإرشاد الأسري و اتصال بالمؤسسة التربوية .
2- الدكتور حامد عبد السلام زهران – التوجيه و الإرشاد النفسي عالم الكتب ط 2 1980 – القاهرة .
2 الأسس
يقوم برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي على أسس يمكن نلخصها فيما يلي :
الأسس العامة : هو ثبات السلوك الإنساني نسبيا و إمكان التنبؤ به ، و مرونة السلوك الإنساني و أن السلوك الإنساني فردي . جماعي – و استعداد الفرد للتوجيه و الإرشاد و حق الفرد في التوجيه و الإنشاء . و حقه في تقرير و مصيره ، و مبدأ تقبل العميل و مبدأ استمرار عملية الإرشاد ، و أن الدين ركن أساس .
الأسس الفلسفية :و هي مراعاة طبيعة الإنسان ، و أخلاقيات الإرشاد النفسي و أسس فلسفية أخرى مثل الكينونة و الصيرورة و الجماليات و المنطق .
الأسس النفسية و التربوية : و هي الفروق بين الجنسين و مطالب النمو .
الأسس الاجتماعية : و هي الاهتمام بالفرد كعضو في جماعة و الاستفادة من كل مصادر المجتمع .
الأسس العصبية و الفسيولوجية : و هي النفس و الجسم و الجهاز العصبي بالإضافة إلى هذه الأسس التي يقوم عليها التوجيه و الإرشاد يقوم البرنامج على أسس أخرى منها .
إنفاق أهدافه مع الأهداف التربوية العامة : و من ثم وجوب تكامله مع البرنامج التربوي و العملية التربوية في المدرسة حتى لا يكون كجسم غريب أو مدسوس سرعان ما يطرأ و نحن نعلم أن التدريس لا ينفصل عن الإنشاء . فالمدارس يدرس و يرشد في نفس الوقت لأن هناك علاقة متبادلة بين عمليتي التدريس و الإرشاد و كل من العمليتين تؤثر في الآخر و كلتاهما تؤديان إلى التعليم و النمو و تساعدات في حل المشكلات .
أهمية النواحي الإدارية اللازمة للبرنامج : فعلى المدرسة أو المؤسسة التي ينفذ فيها البرنامج أو المؤسسة التي ينقد فيها أن تهيئ الإمكانيات الإدارية لتخطيط و تمويل و تنفيذ و تقيم البرنامج و البرنامج يحتاج إلى تحديد مسؤوليات ، و تحديد زمان و مكان و هذا يحتاج إلى إدارة و إشراف و متابعة لتنسيق الجهود، و تشجيع التعاون و تنظيم الحوافز للمسئولين عن البرنامج 1
1- الدكتور حامد عبد السلام زهران المرجع السابق نفسه صفحة 442 443
حق الفرد في التوجيه و الإرشاد :
إن التوجيه و الإرشاد حاجة نفسية لدى الإنسان و من مطالب النمو السوي إشباع هذه الحاجة و على هذا يكون التوجيه و الإرشاد حقا من حقوق كل فرد حسب حاجته في أي مجتمع ديمقراطي أي أن الفرد حقا على المجتمع في أن يواجه كإنسان . و من واجب الدولة توفير و تسير خدمات التوجيه و الإرشاد لكل فرد يحتاج إليه .
حق الفرد في تقرير مصيره :
و من أهم مبادئ التوجيه و الإرشاد النفسي الاعتراف بمقام الفرد و قيمته و حقه في اختيار و تقرير مصيره .
تقبل العميل :
يقوم الإرشاد النفسي على أساس تقبل العميل المرشد للعميل كما هو و بدون شروط و بلا حدود
و هذا ضروري لتحقيق العلاقة الإرشادية الطبية المطلوبة التي تنتج الثقة المتبادلة في العملية الإرشادية
استمرار عملية الإرشاد
عملية الإرشاد عملية مستمرة متتابعة من الطفولة إلى الكهولة و من المهد إلى اللحد . و على المرشد الذي يقدم الخدمات أن يتابعها و المتابعة تؤكد استمرار عملية الإرشاد و الإرشاد ليس مجرد وصفة طبية أو دفعة مبدئية و لكنه خدمة مستمرة منظمة
الدين ركن أساسي 1
الدين عنصر أساسي في حياة الإنسان و التربية السليمة تشمل التربية الدينية و النمو السوى يتضمن النمو الديني ، و الصحة النفسية تشمل السع
الـفهـرس
مقدمة :
1 إشكالية البحث
2 تساؤلات الدراسة
3 أهمية الدراسة و أسباب الاختيار
4 أهداف الدراسة
5 تحديد المفاهيم 1 التوجيه
2 الإرشاد النفسي
3 المرشد والمسترشد
الفصل 2 :
قراءة تحليلية في مفهوم التوجيه و الإرشاد النفسي
1 نشأته
2 أهميته
3 أهدافه
4 نظرياته
5 أسسه
6 مجالاته
7 علاقة التوجيه و الإرشاد بالعلوم الأخرى
الفصل 3 :
مناهج و استراتيجيات التوجيه و الإرشاد النفسي
1 المنهج الإيمائي
2 المنهج الوقائي
3 المنهج العلاجي
الفصل 4 :
دور برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي
1 الحاجة إلى برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي
2 الأسس .
3 خدماته .
4 تنفيذه .
5 تقييمه .
المصادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
الفصل الأول
المقدمة
إن عملية التوجيه من الخدمات المدرسية التي تهدف إلى مساعدة و تنمية استعدادات الفرد عن طريق مساعدة الناشئين على حل مشاكلهم و بذلك تشمل جميع الخدمات التي تقدم إلى الطلاب في إطار برنامج متكامل يتسم بالاتساع و الشمولية حيث تتضمن عملية التوجيه الإرشاد الذي يعتبر هو الآخر الجانب الإجرائي العملي المتخصص باعتباره العملية التفاعلية التي تنشأ عن علاقات مهنية بناءة يتقاسم أمورها كل من المرشد (المتخصص) و المسترشد (الطالب )يقوم فيه المرشد من خلال تلك العملية لمساعدة الطالب على فهم ذاته و معرفة قدراته و إمكانياته و التبصر بمشكلاته و مواجهتها و تنمية سلوكه الإيجابي و تحقيق توافقه الذاتي و البيئي للوصول إلى درجة مناسبة من الصحة النفسية في ضوء الفنيات و المهارات المتخصصة للعملية الإرشادية و ترجع بداية و ترجع بداية ظهور العملية الإرشادية إلى مائة عام خلت و هو قديم قدم العلاقات الإنسانية و لكي يتم تقديم خدمات التوجيه و الإرشاد النفسي في صورة أفضل سواء في المدرسة أو في المؤسسة التربوية و العمل على اكتشاف المواهب و قدرات و ميول الطلاب المتفوقين أو غير المتوقفين على حد سواء و العمل على توخيه و استثمار تلك المواهب و القدرات و الميول فيما يعود بالنفع على الطالب خاصة و للمجتمع بشكل عام و توعيتهم بنظام المدرسة و مساعدتهم قدر المستطاع للاستفادة القصوى من برامج التربية و التعليم المتاحة لهم و إرشادهم إلى أفضل الطرق للدراسة و المذاكرة و بالتالي فلابد أن يكون في إطار و في شكل برنامج منظم و مخطط يناسب المكان الذي يقدم فيه و يكون الاهتمام مركزا على برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي باعتبار أن المؤسسة التربوية من أهم مراكز التوجيه و الإرشاد في معظم
دول العالم .
تحــديد مشكلة البحث
السؤال أو الأسئلة الذي يمكن أن ننطلق منها في هذا الموضوع هي ؟
* كيف تتم عملية توجيه و إرشاد الطالب ؟
* و على ماذا يتم الاعتماد في هذه العملية التربوية ؟
* و هل هو موجود بالقدر الكافي في مؤسساتنا التربوية ؟
* أم أن هناك بعض الجهود التي تبذل فقط ؟
* كيف تتم عملية مساعدة التلاميذ على حل مشاكلهم النفسية ؟
* هل عملية تقديم الخدمات تكون فقط في الحالات الحرجة و من طرف من؟
التساؤلات الدراسية
التساؤل الذي يطرح
* ما هو دور التوجيه و الإرشاد النفسي في المؤسسة التربوية و يتفرع من هذا السؤال تساؤلات فرعية تتمثل فيما يلي :
- ما هو دور مستشار التوجيه في المؤسسة التربوية
- ما هو البرنامج المتبع في عملية التوجيه و الإرشاد النفسي
- هل يجب مراعاة رغبات الطلاب في توجيههم و إرشادهم
- هل تنظم لقاءات إعلامية للتعريف بدور مستشار التوجيه
أهمية الدراسة و أسباب الاختيار
المجال المدرسي من بين أهم المجالات بصفة مستمرة للعديد من العوامل و لعلى من أبرزها الدور المنوط بالتوجيه و الإرشاد النفسي في المؤسسة التربوية و المتعلق بتمكينها من أداء دورها و وظائفها التعليمية التربوية من خلال الإسهام الجاد في عمليات التنشئة و إكساب الطلاب اتجاهات و قيم اجتماعية مقبولة يعينهم على تحمل مسؤوليات و الاضطلاع بمسؤوليات مجتمعهم في القريب الأجل حيث يقوم المرشد بمساعدة الطلاب أن يفهم ذاته و يعرف قدراته و التغلب على ما يواجه من صعوبات ليصل إلى تحقيق التوافق النفسي و التربوي و الاجتماعي و المهني لبناء شخصية سوية في إطار التعاليم الإسلامية .
قلة البحوث التي تناولت موضوع التوجيه و الإرشاد النفسي في المؤسسة التربوية نظرا للأمة المتعددة الجوانب التي يعيشها المجتمع الجزائري في مختلف القطاعات و التي يعتبر النظام التربوي أو التعلمي جزء منها مهما كان له لأثر البالغ على حياة الطلاب و المجتمع بصفة عامة
النظر إلى التلميذ كوحدة إنسانية متكاملة يحتاج إلى التعلم و التوجيه و المساواة و المساعدة الاجتماعية و أن له رغباته و ميوله و مشاكله و ديناميكيته و أن لديه القدرة على التفكير و التعبير كما أن له ذاتيته و إمكانياته الفردية حيث تتركز عمليات التوجيه و الإرشاد النفسي على مساعدة الطالب في تكوين الإحساس بالمنافسة و الاستعداد للتعلم المستمر
وما يزيدنا اهتماما بهذه المشكلة هو واقع التوجيه و الإرشاد في المؤسسة التربوية بصفة عامة و في الجزائر بصفة خاصة و ما يتعلق بالجانب التربوي المدرسي فنحاول من خلال هذه الدراسة معرفة مدى اهتمام المشرفين القائمين على هذه العملية داخل المؤسسة التعليمية و لكي تقدم بصورة حية للمجتمع المدرسي مع التركيز على دور عمليات التوجيه و الإرشاد النفسي في مساعدة الطالب لكي يفهم ذاته و يعرف قدراته و ينمي إمكانياته و حل مشكلاته ليصل بعد ذلك إلى تحقيق توافقه النفسي و الاجتماعي و التربوي و المهني .
أهداف الدراسة
أولا : الهدف العلمي :
هو محاولة التعرف على الخدمات التي تقدم في بعض المدارس و المؤسسات التربوية و كيف هو واقع المدرسة الجزائرية و ما يحتاجه طلبة المدرسة الثانوية لأنهم يمرون بمرحلة مراهقة و ما قد يواجههم من مشكلات أخلاقية و الانفعالية و أسرية و المدرسية و المهنية في تحقيق مطالب النمو و إشباع حاجاتهم النفسية و الاجتماعية و تحقيق التوافق و النجاح الدراسي و منها الحاجة إلى التوجيه و الإرشاد و هذا حق لهم و مساعدتهم في اختيار التخصصات حسب استعداداتهم و قدراتهم و ميولهم.
ثانيا: الهدف العملي :
إيمانا منا بأهمية دور التوجيه و الإرشاد النفسي في المؤسسة التربوية فإن هذا الجانب من الخدمات يسعى إلى توعية و تنجيد الطلاب و وقايتهم من الوقوع في بعض المشكلات سواء كانت صحية أو نفسية أو اجتماعية و التي يرتقب على بعض الممارسات السلبية و العمل على إزالة أسبابها و تدريب الطالب و تنمية قناعته الذاتية و الحفاظ على مقاومته الدينية و الخلقية و الشخصية .
تحديد المفاهيم
يعرف التوجيه و الإرشاد بأنه عملية مخططته و منظمة تهدف إلى مساعدة الطالب لكي يفهم ذاته و يعرف قدراته و ينمي إمكاناته و يحل مشكلاته ليصل إلى تحقيق توافقه النفسي و الاجتماعي و التربوي و المهني و إلى تحقيق أهدافه في إطار تعاليم الدين الإسلامي . و يعد كل من التوجيه و الإرشاد وجهان لعملة واحدة و كل منهما يكمل الآخر
تعريف التوجيه و الإرشاد
1تعريف التوجيه :
هو عبارة عن مجموعة من الخدمات المخططة التي تتسم بالاتساع و التسوية و تتضمن داخلها عملية الإرشاد ، و يركز التوجيه على إمداد الطالب بالمعلومات المنوعة و المناسبة و تنمية شعوره بالمسؤولية بما يساعده على فهم ذاته و التعرف على قدراته و إمكانياته و مواجهة مشكلاته و إتخاذ قراراته و تقديم خدمات التوجيه للطلاب بعدة أساليب كالندوات و المحاضرات و اللقاءات و النشرات و الصحف و اللوحات و الأفلام و الإذاعة المدرسية .
2تعريف الإرشاد النفسي:
فهو إذن الجانب الإجرائي العملي المتخصص في مجال التوجيه و إرشاد و هو العملية التفاعلية التي تنشأ عن علاقات مهنية بناءة مرشد (متخصص) و مسترشد (طالب) يقوم فيه المعلم من خلال تلك العملية لمساعدة الطالب على فهم ذاته و معرفة قدراته و إمكانياته و تبصر لمشكلاته و مواجهتها و تنمية سلوكه الإيجابي و تحقيق توافقه الذاتي و البيئي للوصول إلى درجة مناسبة من الصحة النفسية في ضوء الفنيات و المهارات المتخصصة للعملية الإرشادية .
3تعريف المرشد والمسترشد
أ/المرشد " مستشار التوجيه "
هو الشخص المؤهل علميا لتقديم المساعدة المتخصصة للأفراد و المجمعات الذين يواجهون بعض الصعوبات و المشكلات النفسية و الاجتماعية .
و يعد تخصص التوجيه و الإرشاد النفسي مطلبا رئيسيا في وقتنا الحاضر نضرا لما تمر به المجتمعات العربية من تغيرات اجتماعية و اقتصادية و ثقافية مختلفة أدت إلى ظهور بعض المشكلات النفسية و الاجتماعية مما يدعو لوجود متخصص يساعد الأفراد الذين يواجهون مثل هذه المشكلات في التعامل مع مشكلاتهم و تجاوزها بما يمتلكه من معرفة و خبرة و مهارة و خصائص شخصية تؤهله للقيام بهذا الدور . و أن كل العاملين في مجال مهن المساعدة الإنسانية بما فيهم (المرشد ) يعملون على مساعدة مستر شديهم للتعبير عن مساعدهم المرتبطة بموقف أو مشكلة معينة و توضيحها لهم يعملون أيضا من خلال البحث عن الموارد الضرورية لمقابلة حاجات مستر شديهم و استخدامها و تحسينها .
ب/المسترشد الطالب
هو إنسان يملك كل ما يحمله الكائن الإنساني من سمات عامة مشتركة و له في الوقت نفسه سماته الفردية الخاصة و المسترشد لا يمثل فئة خاصة أو نمطا معيننا أو وظيفة مميزة يمكن تحديد ملامح مميزة لها ، بل هو إنساني عادي له دوره و مكانته الاجتماعية و له خصائصه الشخصية و العقلية و النفسية كسائر الناس و أن التعامل السليم مع المسترشد يتطلب من المرشد الاهتمام بالاعتبارات التالية و المرتبطة بشخصية المسترشد و هي :
1- إن سلوك المسترشد دافعا معنويا .
2- ارتباط مشكلة الفرد بالنمط العام للشخصية .
3- شخصيات الأفراد محكمها دائما معطيات الوراثة و ضروف البيئة .
4- شخصية المسترشد و مشكلته مرتبطة دائما بدوره الاجتماعي و بالنمط الثقافي الذي يعيش فيه .
5- المسترشد في أي لحظة يعيش حاضرا و يفكر في المستقبل .
6- الفرد يعاني إلى جانب المشكلة الأساسية مشكلة تحوله إلى المسترشد .
1- الدكتور بن عبد الله أبو عباة – أستاذ عبد المجيد بن طاشي نيازي مكتب العبيكان طبعة 1 -2001 صفحة 70-71
كتاب : الإرشاد النفسي و الاجتماعي .
الفصل الثاني
قراءة تحليلية في مفهوم والتوجيه الإرشاد النفسي
1 نشأة التوجيه و الإرشاد النفسي
التوجيه و الإرشاد بمعناه الواسع قديم قدم العلاقات الإنسانية فمن طبيعة الإنسان أن يحكي مشكلاته الشخصية لأقاربه و أصدقاءه و معارفه فيلقى مشاركة وجدانية و إقتراح حلول لهذه المشكلات معنى هذا أن الإرشاد كان موجودا و يمارس منذ القدم و لكن بدون مصطلح و الإطار العلمي و ترجع بداية ظهوره إلى مائة عام خلت و كان ظهوره بألمانيا من طرف العالم الألماني لهلم فونت 1879 ثم توسع ليشمل مجالات مختلفة بحيث بعد ذلك ظهر التوجيه التربوي بداية القرن 19 و أواخر القرن 20 لما ظهرت مشكلة التخلف المدرسي و القلي لدى التلاميذ ثم بدأت حركة التوحيد المهني على يد فرانك بارسون Barsonsالذي أسس سنة 1908 ثم بعدها تطور المفاهيم و النظريات في الصحة النفسية و الطب النفسي و تطورت النظريات و طرق العلاج و في العقد الخامس ظهر الإرشاد غير المباشر و العلاج النفسي الممركز حول العميل على يد كارل روجرز بعد الحرب العالمية الأولى تطور الاهتمام بالاختبارات و المقاييس النفسية و هكذا ساعدت حركة القياس النفسي في تطوير وسائل الإرشاد النفسي و أثناءها أيضا ابتكرت طرق علاجية أخرى ثم بعدها تطور التوجيه و الإرشاد من خلال ماضيه إلى حاضر و أكثر نموا و أصبح في الوقت الحاضر ملئ السمع و البصر و أصبح الإرشاد النفسي مهنة له مكانة في كثير من المدارس و المصانع و غير ذلك من المؤسسات الاجتماعية و دخل البيوت و أصبحنا نسمع عن أخصائي اجتماعي مثل المرشد النفسي و أصبحنا نسمع أيضا عن تخصصات فرعية للإرشاد النفسي مثل المرشد المدرسي و المرشد العلاجي و أصبح العمل في الإرشاد النفسي عمل فريق متكامل و في الوقت الحاضر تعددت وسائل الإرشاد النفسي و اشتملت على وسائل جديدة متطورة و هكذا لم تعد خدمات الإرشاد قاصرة و تعددت طرق الإرشاد النفسي بحيث يعتبر مجال الإرشاد التربوي في الوقت الحاضر من أهم مجالات التوجيه و الإرشاد و أصبح خدمة مندمجة متكاملة مع البرنامج التربوي العام و دخل الوالدان كعنصر فعال و ضروري لإنجاح تنفيذ برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي و أصبح الإرشاد النفسي خدمات ذات برنامج مخطط و منظم بعد أن كان مجرد خدمات محدودة و أصبح ممركز حول العميل أكثر من ممركز حول المشكلات و أخذ مكانته اللئق في كافة المؤسسات و كثرت مراكز و عبادات الإرشاد النفسي و بتالي أصبحت متخصصة و تزايد الإهتمام في الوقت الحاضر بالبحوث و الدراسات العملية في ميدان التوجيه و الإرشاد النفسي .
2 أهمية التوجيه و الإرشاد النفسي
لقد كان التوجيه و الإرشاد النفسي فيما مضى موجودا و يمارس دون أن يأخذ الإسم العلمي أو الإطار العلمي و دون أن يشمله برنامج منظم و لكنه تطور و أصبح الآن له أهميته بحيث يقوم به أخصائيون متخصصون علميا و فنيا و أصبحت الحاجة الماسة إلى التوجيه و الإرشاد في أسرنا و في مؤسساتنا الإنتاجية و في مجتمعاتنا بصفة عامة و لهذه الأسباب كلما ازدادت أهمية و اتسعت و اقتصرت على ما يلي :
1- أن الحياة العصرية جلبت معها كثيرا من أسباب الأشغال و القلق و الاضطراب بسبب مشاكل العصر و الضغوط الحياتية مما يستدعي الاهتمام بعمليات التوافق الناجحة .
2- اتجاه مذاهب الصحة النفسية إلى الاهتمام بالفرد و التركيز على منع حدوث الاضطرابات بدلا من انتظار وقوعه كي يبدأ العلاج .
3- أن مسائل الوقاية أصبحت تحظى باهتمام أكبر الآن عن ذي قبل بسبب زيادة الوعي و انتشار المعارف ، و الرغبة في تجنب حدوث المشاكل .
4- إدراك الإنسان لأهمية إقامة علاقات إنسانية جيدة مع غيره و اهتمامه بزيادة فعالية و تحسين وسائل اتصاله مع الآخرين عن طريق التدريب1 .
-ولهذه الأسباب كلها فقد ازدادت أهمية التوجيه و الإرشاد النفسي و اتسعت أهدافه فأصبحت تهتم بالإنسان في حالات اضطرابه فتقدم له الإرشاد و العلاج و في حالات صحته فتهتم بطرق و أساليب ووقايته أولا ثم تحسين و تطوير ما لديه من قدرات حتى يستطيع مواكبة التغيرات المستمرة و الضغوط الدائمة و مقابلة ظروف الحياة الغير متوقعة .
1- الدكتور محمد رهطان القذافي . التوجيه و الإرشاد النفسي المكتب الجامعي الم
3 أهداف التوجيه و الإرشاد
أ- تحقيق الذات : Self - actualisation
لا شك أن الهدف الرئيسي للتوجيه و الإرشاد هم العمل مع الفرد لتحقيق الذات و العمل مع
الفرد يقصد به العمل معه حسب حالته سواء كان عاديا أو ضعيف العقل أو متأخرا دراسيا أو متفوقا أو جانحا ، و مساعدته في تحقيق ذاته إلى درجة يستطيع فيها أن ينظر إلى نفسه فيرضى عما ينظر إليه .
*و يقول كارل روجرز إن الفرد لديه دافع أساسي يوجه سلوكه و هو دافع تحقيق الذات و نتيجة لوجود هذا الدافع فإن الفرد لديه استعداد دائم التنمية فهم ذاته . و يتضمن ذلك "لتنمية بصيرة العميل و يركز الإرشاد النفسي غير المباشر أو الممركز حول الذات على تحقيق الذات إلى أقصى درجة ممكنة و ليس بطريقة الكل أو لا شيء .
* كذلك يهدف الإرشاد النفسي إلى نمو مفهوم موجب للذات . و الذات هي كينونة الفرد و حجر الزاوية في شخصيته و مفهوم الذات الموجب
-concept Selfpositive يعتبر تطابق مفهوم الذات الواقعي (أي المفهوم المدرك للذات الواقعية كما يعبر عنه الشخص) و مفهوم الذات الواقعي و مفهوم الذات المثالي .
* و هناك هدف بعيد المدى للتوجيه و الإرشاد و هو " توجيه الذات
" Self – guidanceأي تحقيق قدرة الفرد على توجيه حياته بنفسه بذكاء و بصيرة و كفاية في حدود المعايير الإجتماعية و تحديد أهداف للحياة و فلسفة واقعية لتحقيق هذه الأهداف
ب- تحقيق التوافق Adjustment
من أهم أهداف التوجيه و الإرشاد النفسي تحقيق التوافق أي تناول السلوك و لبيئة الطبيعية و الاجتماعية بالتعبير و التعديل حتى يحدث توازن بين الفرد و بيئته ، و هذا التوازن يتضمن اتساع حاجات الفرد و مقابلة متطلبات البيئة و يجب النظر إلى التوافق النفسي نظرة متكاملة بحيث يتحقق التوافق المتوازن في كافة مجالاته
ج- الصحة النفسية
إن الهدف العام الشامل للتوجيه و الإرشاد النفسي هو تحقيق الصحة النفسية و سعادة و هناء الفرد و يلاحظ هنا فصل تحقيق الصحة النفسية كهدف عن تحقيق التوافق كهدف يرجع ذلك إلى أن الصحة النفسية و التوافق النفسي ليسا مترادفين – فالفرد قد يكون متوافقا مع بعض الظروف و في بعض الموافق و لكنه قد يكون صحيحا نفسيا لأنه قد يساير البيئة خارجيا و لكنه يرفضها داخليا .
و يرتبط تحقيق الصحة النفسية كهدف حل مشكلات العمل أي مساعدته في حل مشكلاته بنفسه و يتضمن ذلك التعرف على أسباب المشكلات و أعراضها و إزالة الأعراض
د- تحسين العملية التربوية :
إن أكبر المؤسسات التي يعمل فيها التوجيه و الإرشاد هي المدرسة . ومن أكبر مجالاته مجال التربية . و تحتاج العملية التربوية إلى تحسين قائم على تحقيق جو نفسي صحي له مكونات منها احترام التلميذ كفرد في حد ذاته و كعضو في جماعة الفصل و المدرسة و المجتمع و تحقيق الحرية و الأمن و الارتياح بما يتيح فرصة نمو شخصية من كافة جوانبها و يحقق تسهيل عملية التعليم .
4 نظريات التوجيه و الإرشاد النفسي
أولا : نظرية السمات
تقول هذه النظرية أن لكل فرد سمات شخصية ثابة يمكن أن تلاحظ فيه كما يمكن أن نفرق بين شخص و آخر أو أن نميز بين الأشخاص بعضهم و البعض الآخر على أساس من هذه السمات . و الفكرة البارزة هنا هي محاولة تفسير السلوك الظاهري عن طريق إفتراض وجود إستعدادات معينة عند الكائن الحي و تقسم الصفات بصفة عامة على نحو التالي .
1- سمات مشتركة : يتسم بها الأفراد جميعا .
2- سمات فريدة : لا تتوفر إلا لدى فرد معين و لا توجد على نفس الصورة عند الآخرين .
3- سمات سطحية : و هي السمات الواضحة الظاهرة .
4- سمات مصدرية : و هي السمات الكامنة التي تعتبر أساس السمات السطحية .
5- سمات مكتسبة : تنتج من قبل العوامل البيئية و هي سمات متعلمة .
6- سمات وراثية : و هي سمات تكوينية تنتج عن العوامل الوراثية .
7- سمات دينامية : و هي تهيئ الفرد و تدفعه نحو الهدف .
8- سمات القدرة : تتعلق بمدى قدرة الفرد على تحقيق الأهداف .
ثانيا نظرية التحليل النفسي
يفترض فريد مؤسس مدرسة التحليل النفسي أن الجهاز النفسي يتكون من " الهو " و "الأنا"
و " الأنا الأعلى " ، فالهو عبارة عن منبع الطاقة الحيوية و مستودع الغرائز و التي تسعى إلى إشباعها في أية صورة و بأي ثمن و هو الصورة البدائية للإنسان قبل أن يتناولها المجتمع بالتهذيب و " الأنا الأعلى" فهو مستودع المثاليات و الأخلاقيات و الضمير و المعايير الإجتماعية و القيم الدينية و يعتبر بمثابة سلطة داخلية أو رقيب نفسي أما " الأنا" فهو مركز الشعور و الإدراك الحسي الخارجي و الداخلي و العمليات العقلية و المشرف على الحركة و الإدارة و المتكفل بالدفاع عن الشخصية و توافقها و حل الصراع بين مطالب " الهوا" و
" الأنا الأعلى " و بين الواقع .
ثالثا نظرية المجــال
و الفكرة الأساسية هي أن إدراك موضوع ما يحدده المجال الإدراكي الكلي الذي يوجد فيه و أن الكل ليس مجرد مجموع الأجزاء و أن الجزء يتحدد بطبيعة الكل و أن الأجزاء تتكامل في حدوث كلية . وهي تتفق مع نظرية الجشطالت بمفهوم أن الإدراك الكل سابق على إدراك الجزء .
رابعا النظرية السلوكية :
يطلق على النظرية السلوكية اسم نظرية المشيد و الاستجابة " و يعرف كذلك باسم " نظرية التعلم و الاهتمام الرئيسي للنظرية السلوكية هو السلوك كيف يتعلم و كيف يتغير و هذا في نفس الوقت اهتمام رئيسي في عملية الإرشاد و التي تتضمن عملية تعلم و محو تعلم و إعادة
تعلم و التعلم هو محور لنظريات التعلم التي تدور حولها النظريات السلوكية و المفاهيم الأساسية للنظرية السلوكية .
1- معظم سلوك الإنسان متعلم .
2- المثير و الاستجابة : أن لكل سلوك له مثير و إذا كانت العلاقة بين المثير و الاستجابة سليمة كان السلوك سويا .
3- الشخصية : هي تلك الأساليب السلوكية المتعلمة و الثابتة نسبيا .
4- الدافع : و هو طاقة كامنة قوية بدرجة كافية تحرك الفرد نحو السلوك و الدافع إما وراثي أو مكتسب .
5- التعزيز : التدعيم عن طريق الإثابة .
6- الانطفاء : و هو ضعف السلوك المتعلم و خموده إذا لم يمارس و يعزز .
7- العادة : و هي رابطة وثيقة بين المثير و الاستجابة .
8- التعميم : إذا تعلم الفرد استجابة و تكرر الموقف فإن الفرد يعمم الاستجابة على استجابات أخرى مشابهة 2 .
9- التعلم و إعادة التعلم : التعلم هو تغير السلوك نتيجة الخبرة و الممارسة و إعادة التعلم تحدث بعد الانطفاء يتعلم سلوك جديد .
2- الدكتور حامد عبد السلام زهران التوجيه و الإرشاد النفسي عالم الكتب ط2 1980 لصفحة 90
خامسا : نظرية الذات :
يتضمن التوجيه و الإرشاد النفسي دراسة الذات و مفهوم الذات و الذات هي جوهر الشخصية و مفهوم الذات هي حجر الزاوية و هو الذي ينظم السلوك هي أن الفرد قد يكون متوافقا مع بعض الظروف و في بعض المواقف و لكنه قد لا يكون صحيحا تفسيا لأنه قد يساير البيئة خارجيا ولكنه يرفضها داخليا و يرتبط بتحقيق الصحة النفسية كهدف حل مشكلات العميل أي مساعدته في حل مشكلاته بنفسه و يتضمن ذلك التعرف على أسباب المشكلات و أعراض و إزالة الأسباب و إزالة الأعراض .1
1- الدكتور حامد عبد السلام زهران المرجع السابق نفسه الصفحة 73
5 أسس التوجيه و الإرشاد النفسي
ا/- الأسس و المسلمات و المبادئ
يقوم التوجيه و الإرشاد النفسي على أسس عامة و يلاحظ أن أسس التوجيه الإرشاد النفسي معقدة و بسيطة و لكن كونها معقدة لا يعني أنها مختلطة أو مشوشة و الهدف من دراسة أسس التوجيه و الإرشاد النفسي هو وضع الأساس الذي يبني عليه باقي الموضوعات التوجيه و الإرشاد النفسي .
ب/الأسس العامــة
* ثبات السلوك الإنسان نسبيا و إمكان التنبؤية : السلوك هو أي نشاط حيوي هادف (جسمي أو عقلي أو اجتماعي و انفعالي ) يصدر من الكائن الحي نتيجة لعلاقة دينامية و تفاعل بينه و بين البيئة المحيطية به و السلوك عبارة عن استجابة أو استجابات لمغيرات معينة ، و يجب التفرقة بين السلوك على أنه استجابة كلية و بين النشاط الفسيولوجي كاستجابات جزئية و السلوك خاصية أولية من خصائص الإنسان يتدرج من البساطة إلى التعقيد ، و نبسط أنواع السلوك هو السلوك الانعكاسي و من أعقد أنماطه السلوك الاجتماعي و السلوك الإنساني في جملته مكتسب متعلم من خلال عملية التنشئة الاجتماعية و التربية و التعليم ، و هو يكسب صفة الثبات النسبي و التشابه بين الماضي و الحاضر و المستقبل .
ج/مرونة السلوك الإنساني :
السلوك الإنساني رغم ثباته النسبي فإنه مرن قابل للتعديل و التغيير ، و الثبات النسبي للسلوك الإنساني لا يعني جموده 1
السلوك الإنساني فردي – جماعي :
إن السلوك الإنساني فردي أو جماعي مهما بدا فرديا بحتا و اجتماعيا خالصا . فالسلوك الإنسان و هو وحده يبدوا فيه تأثير الجماعة ، و سلوكه و هو مع الجماعة تبدو فيه آثار شخصيته و فرديته و نحن نعرف أن الشخصية هي جملة السمات الجسمية و العقلية و الاجتماعية و الانفعالية التي تميز الشخص عن غيره .
د/استعداد الفرد للتوجيه و الإرشاد :
إن الفرد لديه استعداد للتوجيه و الإرشاد مبني على وجود حاجة أساسية لديه لتوجيه و الإرشاد و كل منا حين يلتوي عليه أمرا و تعترضه مشكلة يلجأ إلى الآخرين طلبا للإستشارة و التوجيه و الإرشاد .
1- دكتور حامد عبد السلام زهران التوجيه و الإرشاد النفسي – عالم الكت ط2 1980 . الأسكندرية
ه/الأسس الفلسفية
طبيعة الإنسان :
إن مفهوم طبيعة الإنسان لدى المرشد تعتبر أحد الأسس الفلسفية التي يقوم عليها عمله لأنه يرى نفسه و يرى العميل في ضوء هذا المفهوم ، و هكذا نرى أن عمليه الإرشاد النفسي يجب أن تقوم على أساس فهم كامل لطبيعة الإنسان و ذلك أنها عملية فنية معقدة عميقة عمق الطبيعة البشرية نفسها 1 .
أخلاقيات الإرشاد النفسي :
يركز الفلاسفة مثل سارتر Sartre على أهمية الأخلاق و يقول إن الفرد يجب أن يكون سلوكه حسنا صحيحا يؤدي إلى ما يحقق حريته و أمنه و حرية و أمن الآخرين و هناك أسس فلسفية أخرى منها .
الكينونة و الصبرورة ، الجماليات ، المنطق .
و/الأسس النفسية و التربوية
الفروق الفردية : إن الفروق الفردية مبدأ و قانون عام أساسي في علم النفس يهتم بدراسة علم النفس الفارق و علم النفس الفردي بحيث أن التوجيه و الإرشاد حق لكل فرد و بتالي ينصح الفروق الفردية ذات أهمية كبرى ، و الأفراد يختلفون كما و كيفا و على نطاق واسع شامل يظهر في كافة مظاهر الشخصية جسميا و عقليا و اجتماعيا و انفعاليا و ليس هناك معادلات معروفة تنطق على كل الأفراد .
الفروق بين الجنسين :
لقد خلق الله سبحانه و تعالى الجنسين و بينهما فروق فسيولوجية و جسمية و اجتماعية و عقلية و انفعالية ، و تلعب التنشئة الاجتماعية دورا هاما في إبراز الفروق بين الجنسين في الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها أفراد كل من الجنسين .
مطالب النمو : يتطلب النمو النفسي السوي للفرد في كل مرحلة من مراحل نموه عدة أشياء و هذه الأشياء يجب أن يتعلمها الفرد لكي يصبح سعيدا و ناجحا في حياته و توضح مطالب النمو المستويات الضرورية التي تحدد كل خطوات نمو الفرد و يؤدي تحقيق مطالب النمو إلى سعادة الفرد و بتالي يسهل تحقيق مطالب النمو الأخرى 2
1-الدكتور حامد عبد السلام زهران مرجع لسايف نفسه صفحة 60-61
2-الدكتور حامد عبد السلام زهران مرجع السابق نفسه صفحة 65-66
الأسس الاجتماعية
الاهتمام بالفرد كعضو في جماعة : إن الإنسان كائن اجتماعي و هو يعيش في جماعة ليست مجرد مجموعة من الأفراد و إنما هي كيان اجتماعي يؤثر في الفرد ، ويعيش في واقع اجتماعي له معايير و قيم . و نظرا لأهمية اعتبار الفرد كعضو في الجماعة له فيها أدوار اجتماعية و يقوم الإرشاد الجماعي على أساس ديناميات الجماعة 1
الاستفادة من كل مصادر المجتمع :
إن المسؤولين عن برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي يستفيدون من المساعدات الممكنة و من سائر المؤسسات الاجتماعية ، و من أهم المصادر و مؤسسات التأهيل المهني ، و مؤسسات رعاية المعوقين ، و تعتبر المدرسة أكثر المؤسسات الاجتماعية أهمية من حيث قدرتها على تقديم الخدمات .
الأسس العصبية و الفيسولوجية
النفس و الجسم : العميل إنسان له جسم يتكون من عدد من الأجهزة الحيوية مثل الجهاز العصبي و الجهاز الدوري و الجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي و جهاز الغدد و كل جهاز يتكون من أعضاء تتكون بدورها من أنسجة يتكون من خلايا لها خصائص معينة و تتخصص آداء و وظائف مختلفة ، و الإنسان يسلك في محيطه البيئي كوحدة نفسية جسمية
تأثر الحالة النفسية بالحالة الجسمية و العكس صحيح و هكذا يحتاج المرشد النفسي إلى دراسة و معرفة عصبية فسيولوجية حتى يتمكن من مساعدة عملائه .
الجهاز العصبي :
هو الجهاز الحيوي الرئيسي الذي يسيطر على أجهزة الجسم الأخرى برسائل عصبية و خاصة تنقل الإحساسات المختلفة (المثيرات)الداخلية و الخارجية و يستجيب لها في شكل تعليمات إلى أعضاء الجسم ، مما يؤدي إلى تكثيف نشاط الجسم و مواءمته لوظائفه المختلفة الإرادية و أللإرادية الضرورية للحياة بانتظام و تكامل و بفضل الجهاز العصبي يستطيع الجسم أن يتفاعل مع بيئته الداخلية و الخارجية 2
1-الدكتور حامد عبد السلام زهران المرجع السابق نفسه صفحة 80.
2-الدكتور حامد عبد السلام زهران المرجع السابق نفسه صفحة 81-82.
مجالات التوجيه و الإرشاد النفسي
تعتبر مجالات التوجيه و الإرشاد النفسي من بين مجالات المتكاملة و متتالية التي تقدم خدماتها للفرد في أن واحد و دون الفصل بينها .
أ-الإرشاد العلاجي :
هو عملية مساعدة العميل في اكتشاف و فهم و تحليل نفسه و العمل على المشكلات بما يحقق أفضل مستوى للتوافق و الصحة النفسية .
و يهدف الإرشاد العلاجي إلى دراسة شخصية العميل ككل حتى يمكن توجيه حياته بأفضل طريقة ممكنة و تحسين درجة توافقه النفسي إلى أفضل درجة ممكن و من الخصائص المميزة للإرشاد العلاجي أنه يؤكد ضرورة التخصص العلاجي للمرشد مع الإهتمام بتأهيله و تدريبه كلينكيا ، و يهتم الإرشاد العلاجي بإستخدام وسائل جمع المعلومات مثل الإختبارات و المقاييس و خاصة إختبارات و مقاييس التشخيص النفسي الكلينيكي حتى يستطيع المرشد المعالج أن يفهم العميل بدرجة أفضل و أن يحدد و يشخص المشكلة بدقة . و تتضمن عملية الإرشاد العلاجي التواصل إلى المشكلات الداخلية للعميل أي أنه يدخل إلى الحياة الشخصية للفرد .
الإرشاد التربوي :
هو عملية مساعدة الفرد في رسم الخطط التربوية التي تتلاءم مع قدراته و ميوله و أهدافه و أن يختار نوع الدراسة و المناهج المناسبة و المواد الدراسية التي تساعد في إكتشاف الإمكانيات التربوية و مساعدته في النجاح في برنامجه التربوي و المساعدة في تشخيص و علاج المشكلات التربوية بما يحقق توافقه التربوي بصفة عامة و تتكامل أهداف الإرشاد التربوي مع أهداف الإرشاد النفسي بصفة عامة و الهدف الرئيسي الخاص للإرشاد التربوي هو يحقق النجاح و تربويا و ذلك عن طريق معرفة التلاميذ و فهم سلوكهم و مساعدتهم في الإختيار السليم لنوع الدراسة و مناهجها و تحقيق الإستمرار في الدراسة و تحقيق النجاح فيها و حل ما قد يعترض ذلك من المشكلات و التطلع المستقبلي و لتخطيط للمستقبل التربوي للطلاب 1
1-الدكتور حامد عبد السلام زهران – التوجيه و الإرشاد النفسي عالم الكتب ط 2 1980 – القاهرة .
علاقة التوجيه و الإرشاد بالعلوم الأخرى
يعتبر مجال التوجيه و الإرشاد من بين المجالات المتصلة بكثير من العلوم و خاصة الإنسانية و ذلك بسبب اتصاله و ارتباطه بالإنسان و سبب أهميته البالغة في حياتنا الحاضرة من ناحية أخرى .
علاقته بعلم الصحة
يهتم علم الصحة النفسية بتحديد شروط الوقاية و السلامة من الاضطرابات ، و تحاشي الإصابة بالمشاكل النفسية كالقلق و الاكتئاب و غيرها من جهة نظرية ، لذلك فإن التوجيه و الإرشاد يعتبر الجانب العلمي لعلم الصحة النفسية . فعن طريق التوجيه و الإرشاد النفسي يمكن معالجة الاضطرابات و تحصين الجسم بعوامل الوقاية و المقاومة و تحسين مستوى التفاعل الحالي عن طريق الاستفادة من القدرات و الاستعدادات .
علاقته بعلم نفس عدم السوء
عادة ما يهتم علم النفس عدم السوء بوصف الاضطرابات و أسبابها و عوامل حدوثها و البيئة المشجعة على زيادة الاضطرابات أو تحاشيه غير أن هذا العلم كثيرا ما يقف عند حد تقديم معارف وصفية . ولذا فإن التوجيه و الإرشاد النفسي يبدأ حيث ينتهي علم النفس عدم السواء فيتناول المريض أو المضطرب بالتشخيص و العلاج و تدعيمه بشكل يؤدي إلى مقاومته لتلك الاضطرابات في حالة تعرضه لمواقف شبيهة بالمواقف التي حدث فيها الاضطراب .
1- د.رمضان محمد القذافي المكتب الجامعي الحديث ط1 .
كتاب التوجيه و الإرشاد النفسي 1996 الأسكندرية الصفحة 18-19
علاقته بعلم الأعصاب
يرتبط مجال التوجيه و الإرشاد النفسي ، بعلاقات كثيرة و متعددة بعلم الأعصاب . فعلم الطب النفسي العصبي يعتبر نتاجا مشتركا لعلم النفس و علم الأعصاب معا . وهذا من جهة و من جهة أخرى فإن علاقة المخ و الأعصاب بالسلوك و بخاصة الجهاز العصبي الطرفي المستقل يعتبر سببا كافيا لتأكد العلاقة بين المجالين . هذا فضلا عن أن أي طالب مقدم على اختيار مجال التوجيه و الإرشاد النفسي كمهنة لا بد له . خلال مرحلة إعداده من التعرف من خلال علم النفس الفسيولوجي و الإكلينيكي على أجهزة الجسم ووظائف كل جهاز و علاقته بالحالة المزاجية و الانفعالية للإنسان و سلوك الكف و الإثارة و الميكانيزمات الخاضعين لها .
علاقته بعلم القانون
لقد ارتبط علم القانون بالعلوم النفسية في أكثر من اتجاه . فعلم النفس الجنائي ، و الأسباب النفسية للجنوح أو الإجرام ، و الحالة الانفعالية أو العقلية للمجرم وقت وقوع الجريمة تعتبر جميعا من العوامل التي وطدت العلاقة بين علم القانون و مجال التوجيه و الإرشاد النفسي . هذا فضلا عن أن كلا المجالين يعملان على مقاومة عدم السوء ، و كلاهما يسعيان إلى إيجاد مجتمع سوي خال من أعراض الاضطرابات ، و كلاهما يطمحان إلى تعديل سلوك المنحرفين أو إعادة تشكيلة بما يضمن توافقهم مع الواقع الاجتماعي و عدم عودتهم إلى الانحراف
1- الدكتور محمد رمضان القذافي المرجع السابق نفسه صفحة 22-23
علاقته بعلم النفس العام
يعتبر علم النفس العام هو المقدمة التي لا غنى عنها لكل الدارسين و العاملين في المجالات النفسية . فالسلوك و الحاجات و الدوافع و الميول و الاتجاهات هي من الموضوعات التي يهتم بها علم النفس العام من جهة ، كما أنها تقع في قلب عملية التوجيه و الإرشاد النفسي من جهة أخرى ، فلا عجب أن ترى إصرار مؤسسات التعليم العالي و تدريب المرشدين النفسيين على ضرورة أن يكون الطالب المتقدم لهذا المجال قد درس عددا من الوحدات الدراسية في مجال علم النفس كشرط لقبوله للدراسة في هذا المجال .
علاقته بعلم الاجتماع
يعتبر علم الاجتماع من العلوم ذات الصلة القوية بالعلوم النفسية بالإضافة إلى ذلك نجد أن هناك اتجاها قويا في مجال التوجيه و الإرشاد النفسي يقوم على أسس اجتماعية تربط ما بين مظاهر اجتماعية و أساليب التنشئة و بين الاضطرابات العقلية و النفسية . فنظرية التحليل النفسي تشير إلى مشاركة العوامل الاجتماعية ، و كذلك نظرية التحليل النفسي الحديث ، كما تولي النظرية السلوكية عمليات التعليم الاجتماعي أهمية كبرى في تفسيرها الأسباب انحراف السلوك .
علاقته بعلم الإحصاء
لا يوجد مجال علمي اليوم لا يتصل بعلم الإحصاء من قريب أو بعيد فقد تولى علم الإحصاء بأساليبه و تقنياته تسهيل الأمر على كثير من العلوم بتقديمه المعلومات الضرورية و من ذلك مجال التوجيه و الإرشاد النفسي ، مما جعلنا نعرف احتمالات حدوث ظاهرة مرضية معينة و نسبية ذلك الحدوث و احتمالات الشفاء منها و غيرها ، كما يقدم لنا علم الإحصاء النسب التقريرية لحالات السوء ، و عدم السوء في المجتمع و يساهم في ترتيب نتائج البحوث و إبرازها في شكل نسب و أرقام و إحصائيات سهلة القراءة وواضحة المعالم .
1-الدكتور رمضان محمد القذافي . المرجع السابق نفسه صفحة 19-20
علاقته بعلم الأديان
نتيجة للتقدم الثقافي المعاصر و اكتشاف الإنسان لأثر الدين العميق في حياته إتجاه العلماء إلى فحصه العلاقة بين الدين و كثير من المجالات العلمية و من بينها مجال التوجيه و الإرشاد النفسي ، وقد اتضح من نتائج الدراسات و البحوث أن للدين تأثير كبير في علاج و شفاء العديد من الأمراض النفسية . و لا نذهب بعيدا إذا ما قلنا بأن أنصار أساليب الإرشاد و العلاج الموجه ربما إستهلموا أفكارهم من تأثير تعاليم الدين على النفوس ، فالإيمان يؤدي إلى تغيير الاتجاهات و إلى تعديل السلوك و إلى السيطرة على النفس بحيث يصبح السلوك شعورايا . و إذا ما تفحصنا أساليب الإرشاد و العلاج الموجه المتمثلة في التعليم و التدريب و الإقناع و الإيحاء لوجدنا أنها تختلف كثيرا عما يحدث في مجال الإرشاد و التوجيه الديني الذي يعتبر فرعا من فروع التوجيه و الإرشاد النفسي المعترف بها 1 .
علاقته بالعلوم الطبيعية
لا يستطيع أحد أن ينكر بأن الاضطرابات و الأمراض النفسية و القلية كانت و مازالت من اهتمامات الطب و العلوم الطبية و علوم الصيدلة ، و لئن تقدمت العلوم النفسية و أخذت مكانها في مجالات الإرشاد و العلاج إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود صلة بين المجالين ، فالأمراض و الاضطرابات النفس حسمية مازالت مجالا مشتركا بين الاتجاهين ، كما أن كلا من الطبيب و الأخصائي النفسي أو المرشد النفسي مازالوا يستعينون بخبرات بعضهم البعض في حالات الاستشارة و الحالة ، و مما تجب الإشارة إليه أنه في بعض الحالات يحتاج المرشد إلى استشارة الطبيب و بخاصة في حالة الشك في وجود سبب عضوي للاضطراب ، كما أن الطبيب يحتاج إلى استشارة المرشد النفسي عندما لا يجد سببا عضويا واضحا لاضطرابات العميل الجسمية .
1- الدكتور رمضان محمد القذافي المرجع السابق نفسه صفحة 21
الفصل3
مناهج و إستراتيجيات التوجيه و الإرشاد النفسي
هناك ثلاثة مناهج و استراتيجيات لتحقيق أهداف التوجيه و الإرشاد النفسي هي المنهج الإنمائي . و المنهج الوقائي . و المنهج العلاجي على أساس أن كلا منهما يسعى إلى تجنب الوقوع في المشكلات و الاضطرابات النفسية و ذلك عن طريق دعم النمو السوي للفرد 1.
المنهج الإنمائي :
و يطلق عليه المنهج الإنشائي أو التكويني و يحتوي على الإجراءات و العمليات الصحية التي تؤدي إلى النمو السليم لدى الأشخاص العاديين و الأسوياء و الارتقاء بأنماط سلوكهم المرغوبة خلال مراحل نموهم حتى يتحقق أعلى مستوى من النضج و الصحة النفسية و التوافق النفسي عن طريق نمو مفهوم موجب للذات و تقبلها . و تحديد أهداف سليمة للحياة ، و توجيه الدوافع و القدرات و الإمكانيات التوجيه السليم نفسيا و اجتماعيا و تربويا و مهنيا و رعاية مظاهر الشخصية الجسمية و العقلية و النفسية و الاجتماعية .
المنهج الوقائي :
يحتل المنهج الوقائي مكانا في التوجيه و الإرشاد النفسي و يطلق عليه التحصين النفسي ضد المشكلات و الاضطرابات و الأمراض النفسية ، و هو الطريقة التي يسلكها الشخص كي يتجنب الوقوع في مشكلة ما . و المنهج الوقائي ثلاث مستويات الوقاية الأولية . الوقاية الثانوية . الوقاية من درجه 1
المنهج العلاجي :
هناك بعض المشكلات و الاضطرابات قد يكون من الصعب التنبؤ بها و يتضمن مجموعة الخدمات التي تهدف إلى مساعدة الشخص لعلاج مشكلاته و العودة إلى حالة التوافق و الصحة النفسية ، و يهتم هذا المنهج باستخدام الأساليب و الطرق و النظريات العلمية المتخصصة في التعامل مع المشكلات من حيث تشخيصها و دراسة أسبابها ، و طرق علاجها ، و التي يقوم بها المتخصصون في مجال التوجيه و الإرشاد 2
1- الدكتور عبد السلام زهران ، التوجيه و الإرشاد النفسي ، عالم الكتب ط2 القاهرة 1980 صفحة 37
2- F:le ://D : التوجيه التوجيه % 20 و الإرشاد . htm
الحاجة إلى التوجيه و الإرشاد النفسي
التوجيه و الإرشاد حق لكل مواطن ، و هو بالتالي حق لكل طالب في مدارسنا و نحن نجد أنه حتى الآن لا يوجد برنامج التوجيه و الإرشاد في مدارسنا و كل ما يوجد في الوقت الحاضر عبارة عن بعض الجهود التي تبذل ، ولكن بطريقة ينقصها التنظيم و التخطيط و لذلك فإن الحاجة الملحة للبرنامج التوجيه و الإرشاد في المدرسة تتطلب ما يلي :
1- ضرورة إتباع المنهج الإنمائي و المنهج الوقائي و المنهج العلاجي في التوجيه و الإرشاد
2- أهمية العمل على جعل الطالب متوافقا سعيدا في مدرسته و في أسرته و في المجتمع الكبير و تقدم الخدمات اللازمة لتحقيق التوافق و الصحة النفسية .
3- وجوب تقديم خدمات رعاية النمو النفسي السوي في مرحلتي الطفولة و المراهقة حيث يؤدي ذلك إلى حياة متوافقة سعيدة في الرشد .
4- ضرورة التغلب على مشكلات النمو النفسي العادي لدى الطلاب .
5- أهمية حل المشكلات النفسية أولا بأول حيث لا تتفاقم و تزداد حدتها و تتطور ضرورة التغلب على المشكلات التربوية الخاصة .
6- ضرورة تقديم خدمات الإرشاد و أهمية الإرشاد الأسري و اتصال بالمؤسسة التربوية .
2- الدكتور حامد عبد السلام زهران – التوجيه و الإرشاد النفسي عالم الكتب ط 2 1980 – القاهرة .
الفصل 4 :
دوربرنامج التوجيه و الإرشاد النفسي
يعتبر برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي برنامج مخطط و منظم في ضوء أسس علمية لتقديم الخدمات الإرشادية المباشرة و غير المباشرة فرديا و جماعيا لجميع من تضمهم المؤسسة بهدف مساعدتهم في تحقيق النمو السوي و القيام بالاختيار الواعي المتعقل و لتحقيق التوافق النفسي داخل المؤسسة (المدرسة) و خارجها و يقوم بتخطيطه و تنفيذه و تقيمه لجنة و فريق من المسئولين المؤهلين .
1 الحاجة إلى برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي
التوجيه و الإرشاد حق لكل مواطن ، و هو بالتالي حق لكل طالب في مدارسنا و نحن نجد أنه حتى الآن لا يوجد برنامج التوجيه و الإرشاد في مدارسنا و كل ما يوجد في الوقت الحاضر عبارة عن بعض الجهود التي تبذل ، ولكن بطريقة ينقصها التنظيم و التخطيط و لذلك فإن الحاجة الملحة للبرنامج التوجيه و الإرشاد في المدرسة تتطلب ما يلي :
1- ضرورة إتباع المنهج الإنمائي و المنهج الوقائي و المنهج العلاجي في التوجيه و الإرشاد
2- أهمية العمل على جعل الطالب متوافقا سعيدا في مدرسته و في أسرته و في المجتمع الكبير و تقدم الخدمات اللازمة لتحقيق التوافق و الصحة النفسية .
3- وجوب تقديم خدمات رعاية النمو النفسي السوي في مرحلتي الطفولة و المراهقة حيث يؤدي ذلك إلى حياة متوافقة سعيدة في الرشد .
4- ضرورة التغلب على مشكلات النمو النفسي العادي لدى الطلاب .
5- أهمية حل المشكلات النفسية أولا بأول حيث لا تتفاقم و تزداد حدتها و تتطور ضرورة التغلب على المشكلات التربوية الخاصة .
6- ضرورة تقديم خدمات الإرشاد و أهمية الإرشاد الأسري و اتصال بالمؤسسة التربوية .
2- الدكتور حامد عبد السلام زهران – التوجيه و الإرشاد النفسي عالم الكتب ط 2 1980 – القاهرة .
2 الأسس
يقوم برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي على أسس يمكن نلخصها فيما يلي :
الأسس العامة : هو ثبات السلوك الإنساني نسبيا و إمكان التنبؤ به ، و مرونة السلوك الإنساني و أن السلوك الإنساني فردي . جماعي – و استعداد الفرد للتوجيه و الإرشاد و حق الفرد في التوجيه و الإنشاء . و حقه في تقرير و مصيره ، و مبدأ تقبل العميل و مبدأ استمرار عملية الإرشاد ، و أن الدين ركن أساس .
الأسس الفلسفية :و هي مراعاة طبيعة الإنسان ، و أخلاقيات الإرشاد النفسي و أسس فلسفية أخرى مثل الكينونة و الصيرورة و الجماليات و المنطق .
الأسس النفسية و التربوية : و هي الفروق بين الجنسين و مطالب النمو .
الأسس الاجتماعية : و هي الاهتمام بالفرد كعضو في جماعة و الاستفادة من كل مصادر المجتمع .
الأسس العصبية و الفسيولوجية : و هي النفس و الجسم و الجهاز العصبي بالإضافة إلى هذه الأسس التي يقوم عليها التوجيه و الإرشاد يقوم البرنامج على أسس أخرى منها .
إنفاق أهدافه مع الأهداف التربوية العامة : و من ثم وجوب تكامله مع البرنامج التربوي و العملية التربوية في المدرسة حتى لا يكون كجسم غريب أو مدسوس سرعان ما يطرأ و نحن نعلم أن التدريس لا ينفصل عن الإنشاء . فالمدارس يدرس و يرشد في نفس الوقت لأن هناك علاقة متبادلة بين عمليتي التدريس و الإرشاد و كل من العمليتين تؤثر في الآخر و كلتاهما تؤديان إلى التعليم و النمو و تساعدات في حل المشكلات .
أهمية النواحي الإدارية اللازمة للبرنامج : فعلى المدرسة أو المؤسسة التي ينفذ فيها البرنامج أو المؤسسة التي ينقد فيها أن تهيئ الإمكانيات الإدارية لتخطيط و تمويل و تنفيذ و تقيم البرنامج و البرنامج يحتاج إلى تحديد مسؤوليات ، و تحديد زمان و مكان و هذا يحتاج إلى إدارة و إشراف و متابعة لتنسيق الجهود، و تشجيع التعاون و تنظيم الحوافز للمسئولين عن البرنامج 1
1- الدكتور حامد عبد السلام زهران المرجع السابق نفسه صفحة 442 443
حق الفرد في التوجيه و الإرشاد :
إن التوجيه و الإرشاد حاجة نفسية لدى الإنسان و من مطالب النمو السوي إشباع هذه الحاجة و على هذا يكون التوجيه و الإرشاد حقا من حقوق كل فرد حسب حاجته في أي مجتمع ديمقراطي أي أن الفرد حقا على المجتمع في أن يواجه كإنسان . و من واجب الدولة توفير و تسير خدمات التوجيه و الإرشاد لكل فرد يحتاج إليه .
حق الفرد في تقرير مصيره :
و من أهم مبادئ التوجيه و الإرشاد النفسي الاعتراف بمقام الفرد و قيمته و حقه في اختيار و تقرير مصيره .
تقبل العميل :
يقوم الإرشاد النفسي على أساس تقبل العميل المرشد للعميل كما هو و بدون شروط و بلا حدود
و هذا ضروري لتحقيق العلاقة الإرشادية الطبية المطلوبة التي تنتج الثقة المتبادلة في العملية الإرشادية
استمرار عملية الإرشاد
عملية الإرشاد عملية مستمرة متتابعة من الطفولة إلى الكهولة و من المهد إلى اللحد . و على المرشد الذي يقدم الخدمات أن يتابعها و المتابعة تؤكد استمرار عملية الإرشاد و الإرشاد ليس مجرد وصفة طبية أو دفعة مبدئية و لكنه خدمة مستمرة منظمة
الدين ركن أساسي 1
الدين عنصر أساسي في حياة الإنسان و التربية السليمة تشمل التربية الدينية و النمو السوى يتضمن النمو الديني ، و الصحة النفسية تشمل السع